الزعيم إسماعيل الأزهري نال مكان سامقاً في هامة السحب، ودخل التاريخ من أوسع أبوابه نظير جهوده الجبارة، وقيادة زملائه المحنكة الناجحة، وبسالته، وشجاعته النادرة، وقوة شخصيته المتميزة التى أكسبته الجدارة التي أهلته لانتزاع استقلال وطنه وتحرير شعبه في العام 1956م من براثن الاستعمار البريطاني، وبموجب ذلك تنفس الوطن وشعبه عبير الحرية، وكسر أغلال حكم الاستبداد والتبعية والانتهازية، واسترد كرامته وعزته بفخر وبسالة..
ورفرف علم السودان عالياً معلناً عن ولادة دولة فتية تقارع دول العالم الحر، وتشارك في المحافل الدولية في زمالة وتنافس وندية، بعد أن كان رهينة الاستعمار وتحت التاج البربطاني، وشعبه مكبل الحرية والإرادة، وخيراته تنهب منه جهاراً نهاراً..
هذا ما أكسب شخصية المناضل العظيم الزعيم إسماعيل الازهري محبة الشعب السوداني ووضعه فخراً في حدقات العيون.
وها نحن اليوم وبعد نجاح ثورة ديسمبر في دحر وإسقاط نظام الانقاذ البائد الذي أدخل الوطن في دوامة من التشظي والتشتت والاضمحلال والفساد والحروب والنزوح والأزمات الاقتصادية وفصل جنوب الوطن والحرمان من الحريات والحقوق ما جعل الوطن والشعب في حالة من الاستعمار والاستعلاء الذي مارسه كثير من رموز الإنقاذ الذين أساؤوا بعملهم وخطابهم المستهتر والمحتقر للشعب السوداني وأزهقوا العديد من الأرواح و وأراقوا دماء شباب هذا الوطن .
وهذا التحدي الكبير لإخراج الوطن من ركام المشكلات الكثيرة التي خلفها نظام المؤتمر الوطني المنحل يقتضي مجهوداً كبيراً لا يقل عن مشكلة استقلال الوطن، ونيل الحرية من المستعمر البريطاني؛ لأن مواجهة التركة الثقيلة من فشل حكومات الإنقاذ المتعددة يتطلب التصدي لها، وحلها، توافر شخصية عالية المؤهل والخبرة والحنكة والحكمة والصبر، والقدرة على كسب تأييد الشعب، والشباب صناع الثورة خاصة، والإدارة المقتدرة الذكية للمعاونين له من حكومته لإنجاح متطلبات الثورة الحرية والعدل والسلام والتنمية، وحل المشلكلات الملحة التي تعيق حياة المواطن اليومية لينتقل الوطن إلى رحاب الاستقرار الذي يكفل الوصول إلى حياة نيابية انتخابية تتولاها أحزاب مكتملة النضج جاهزة البرامج المدروسة…
ولا شك ان الدكتور حمدوك نال فضل الإشادة والمباركة بتميزه ومؤهله وخبرته من أعدائه اليوم رموز المؤتمر الوطني الذين يسعون إلى إفشال وإسقاط حكومته (لا ادري هل لمصلحة حزبهم كعادتهم أم لوطن يسيطرون فيه لوحدهم).. فهو قد أشاد به اعداؤه، ونال شرف قيادة هذا الوطن باختيار موفق من الحادبين على مصلحته، وبدعم وامل وتفاؤل من هذا الشعب الهمام .. فهل ينجح حمدوك في مهمته الوطنية المستعصية، ويصبح زعيماً أخرج الوطن من ورطة لا يحسد عليها، ومن الذين يسجلهم التاريخ وتفخر بهم الأجيال؟.. والأزهري والمحجوب مثالان يذكرههما السودانيون بالخير والترحم عليهما.
صحفي بالرياض