حادثتان حدثتا خلال الأيام الثلاثة الماضية . كنت أظن ( وبعض الظن أثم) أن الحادثتين ستأخذان زخماً إعلامياً ضخماً في الإعلام السوداني.
ولكن يبدو أن الاعلام السوداني وحتى الوسائط مشغولة بـدعوة الإمام الصادق المهدي الغريبة وطلبه انضمام الدعم السريع لحزب الامة!
على الإمام الصادق أن يؤكد أنه جاد فيما يطرح، وأن العمر لم يؤثر فيه بعد.
والاعلام أيضاً مشغول بالإنجاز التاريخي للمناضل الكبير التوم هجو، وتوقيعه اتفاق سلام تاريخي مع الحكومة؛ ليوقف مسار الوسط الحرب اللعينة في إقليم وسط السودان.
اعود للحادثتين . .
الأولى ما تعرض له موظف قسم الاستثمار في هيئة الاذاعة والتلفزيون ( فخر الدين)، الذي قام بتسليم ملفات فساد لوزارة الاعلام، وعقب ذلك تعرض لهجوم غادر و( بلطجة) كادت تؤدي بحياته لولا لطف الله ..
من هم هؤلاء السفلة الذين اختطفوا هذا الموظف و حاولوا تصفيته؟ وماذا تحوي هذه الملفات التي كاد أن يدفع روحه ثمناً لها ؟ .. ورغم مضي ثلاثة أيام على هذا الحادث الخطير جداً لم نقرأ بياناً من وزير الإعلام أو وكيله لشرح ما جرى؟ كل الذي قاما به هو زيارته في المستشفى، وطلب تحويله الى مستشفى آخر، وتشديد الرقابة حول غرفته !!!!
الاخ فيصل … هناك بعض الموضوعات لا تحتمل الصمت … الشعب السوداني الذي أنت وزير إعلامه يريد أن يفهم .. ماذا جرى؟ نعم التحقيقات تلزم السرية، ولكن مجرد بيان مقتضب دون الدخول في كل التفاصيل تطمئننا ان ثورتنا في أيدٍ أمينة .. هل تسمعني يا فيصل … هل تسمعني يا الرشيد؟
الحادثة الثانية شبيهة جداً بالأولى .. وزير الطاقة والتعدين طلب من القوة الأمنية بوزارته تشديد الرقابة على مكاتب الوزارة؛ لأن موظفين اثنين حاولا الدخول، وحرق بعض الملفات في الوزارة!.
لا أعلم هل الموظفان مازالا بالخدمة ام تم إعفاؤهما .. تصريح الوزير لم يوضح ذلك .
الاسئلة نفسها.. ما هي هذه الملفات ومن هما الموظفان …. الخ؟ الأسئلة الملحة … الثوار قالوا (زمن الغتغيت انتهي) يا وزراء الحكومة .
مثل هذه الحوادث لا يمكن أن نحسبها حوادث فردية … هي بداية المعركة الحقيقية مع أباطرة الفساد وقوى الثورة المضادة وقطعاً وطالما الحكومة الانتقالية تتعامل بهذه ( السبهللية) مع ملفات الفساد والمفسدين وقادة الحزب المحلول .. فثقوا ان القادم هو الأسوأ.
اللهم بلغت… اللهم فاشهد