الكيزان بدؤوا مشوارهم التنظيمي بشكل معكوس.
فقد قدموا الواجبات المجتمعية على الالتزامات الذاتية واعطوها مقام متقدم على تهذيب الذات.
نصبوا انفسهم اوصياء على الناس قبل ان يهذبوا انفسهم بمنهج الإسلام القويم ويتشربوا القيم، وجعلوا انفسهم اوصياء على المجتمع قبل ان يؤهلوا انفسهم، وأطلقوا أيدي عضويتهم بلا رقابة تنظيمية او شروط، فجاء اداؤهم مشوهاً واضطربت مقومات القيادة عندهم وغلبت في قادتهم الغرائز والتصرفات الشخصية على القيم. يقول تعالي(ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) هنا نصر الله اي الالتزام الفردي بالنصوص والقيم الإسلامية مقدم على الدعوة لها.
وبسبب ذلك نرى أنهم قد تقدمهم أكثرهم قسوة، وأجرأهم على السلوك الشاذ، الي ان بلغ بهم الاندفاع ارتكاب الفجور والجرائم غير المسبوقة. وكان هؤلاء الأكثر فجوراً وعداءً علي الناس في أنظار كوادرهم وتنظيمهم أبطال، وفي أنظار باقي اهل السودان من اهل الفطرة الإسلامية السليمة مجرمين.
وكانوا كلما اوغلوا ونشطوا في السير في منهجهم الخاطئ كلما كشفوا عن حقيقتهم الضلالية، وبالتالي كلما زاد الشعب عنهم نفوراً ورفضاً. الى ان اجتمع كل الشعب عليهم وقذفهم خارج السلطة ويعمل الان لإخراجهم من مؤسسات الدولة والمجتمع.
وليتهم الكيزان يعون الدرس ولا تأخذهم عصبية الجاهلية ويتقطعون الي مجموعات منكفئة رافضة للمجتمع. اذا حدث ذلك فان من شأنه ان يؤدي إلى تثبيت كل مفاهيم الضلال عليهم ومن ثم الي إخراجهم تماماً من اي دور فكري او سياسي لهم في المستقبل..