لا أحد يستطيع أن يقنعني أنه لا يوجد رابط بين محاكمة قتلة الشهيد باذن الله أحمد الخير والاحداث المتتالية والانفلاتات الأمنية التي جرت .. من مدينة الجنينة مروراً بالأحداث المؤسفة في أثناء الاحتفالات بأعياد رأس السنة الميلادية في شارع النيل وساحة الحرية وشارع 117 بالرياض، وأحداث أم درمان وآخرها الهجوم المسلح على حوادث مستشفى أمبدة .
مثلاً إذا تحدثنا عن عصابات النقرز …راجعوا تاريخ هذه العصابات وركزوا في الظروف التي تظهر فيها هذه العصابات …أبام وفاة جون قرنق .. ثم في مظاهرات 2013م ثم بعد انتصار ثورة ديسمبر .. ثم الآن !!!
ظهورها مربوط ارتباطاً وثيقاً بجهة ما تريد إحداث خلل أمني وإشاعة نوع من الفوضي والهلع وسط المواطنين في أوقات محددة .
من هي هذه الجهة؟ وما مصلحتها في إحداث هذا الهلع والخوف؟
الإجابة لا تحتاج إلى أي ذكاء ولا اجتهاد . لا مني ولا منكم .
بالنسبة إلى أحداث رأس السنة …نعم كان العيار ( زايد حبتين) من الشباب، ولكنها لا ترقى اصلا إلى مستوى الأحداث التي تبعت ذلك من محاولات التحرش بالفتيات، وإحداث السرقة، وبث عدم الطمأنينة وسط المحتفلين.
وأؤكد ان نفس الشباب الذين كانوا يحتفلون برأس السنة هم نفس الشباب الذين اعتصموا في القيادة، وقاموا بأعظم ثورة في تاريخ السودان … ولا يمكن أن ننسب الأحداث المؤسفة التي جرت في شوارع الخرطوم في رأس السنة إلى هؤلاء الشباب .
هؤلاء الشباب هم أيضاً ضحية لمن قاموا بترتيب وتنظيم وقيادة الفوضى التي حدثت .
وأعود وأكرر أن قلة من الشباب لم يتبينوا الفرق بين الحرية والفوضى حتى الآن.. أكرر نسبة ضئيلة جداً …وهذه النسبة القليلة من الاستحالة بمكان أن يكونوا هم السبب في الفوضى التي حدثت .
نعود إلى النتيجة الأولى أيضاً .. هناك جهة ما تستغل أوقاتاً معينة وظروفاً محددة لتنفيذ هذه الأعمال المشينة لكى يسهل إلصاق التهمة في شباب الثورة .
اربطوا هذه الأحداث بالأحكام الصادرة ضد المخلوع وضد قتلة أحمد الخير وستعلمون من هي الجهة التي تقف وراء هذه الأحداث المؤسفة.
هناك محاكمات أخرى قادمة وأحكام أخرى ستصدر أيضاً .. وإذا لم ننتبه، فإن القادم هو الأسوأ.
جنب الله بلادنا وشبابنا الفتن ما ظهر منا وما بطن .