اختيرت المهندسة السودانية، مزاهر صالح، لمنصب نائب عمدة مدينة آيوا سيتي بالولايات المتحدة الأميركية.
وانتُخبت مزاهر للقيام بأعمال ومهام عمدة المدينة حال غيابه، وذلك خلال جلسة استثنائية عقدها مجلس المدينة مساء الخميس (2 يناير)، تم خلالها انتخاب عضو المجلس، بروس تيج، عمدة للمدينة لمدة عامين.
ومن أهم ما أوردته الحرة من معلومات عن مزاهر كانت في 2018م م بعد فوزها بمقعد في مجلس مدينة أيوا بالولاية التي تحمل الاسم نفسه، وحصولها على نسبة 77 في المئة من الأصوات.
أصولها من جزيرة مقاصر شمالي السودان لكنها نشأت وترعرعت في الجنيد بوسط البلاد في كنف أسرة كانت تعيش “تحت خط الفقر”. بعد وفاة والدها وهي في “ثالثة ابتدائي”.
لم تبد مزاهر تأففا أو تنصلا من المسؤولية التي دخلت عالمها منذ الصغر. فوالدتها ذاقت الأمرين لكي توفر لها ولأخوتها “ما يقيم الأود”، وتضمن حصولهم على التعليم اللازم، باعتباره أساسا للنجاح في الحياة.
هاجرت إلى الولايات المتحدة فور تخرجها من جامعة السودان مهندسة مدنية قبل 20 عاما، أملا في حياة ومستقبل أفضل لها ولعائلتها.
حاولت مزاهر بقدر الإمكان التأقلم مع المجتمع الجديد، فتدرجت في الأشغال إلى أن أصبحت سيدة أعمال في ولايتها الأولى فيرجينيا، وانخرطت في مجالات أكاديمية مختلفة ونشطت في الجانب الاجتماعي.
قررت مزاهر بعد سنوات طوال قضتها في فيرجينيا الانتقال إلى ولاية أيوا حيث واصلت نشاطها الاجتماعي والطوعي فكونت مع آخرين “مركز العدالة للعمال”.
قالت إنها عملت كمتطوعة في هذا المركز لمدة خمس سنوات من دون راتب وتمكنت مع زملائها خلال هذه الفترة من تحقيق إنجازات كثيرة أهمها تغيير الحد الأدنى للأجور في مقاطعتهم “جونسون” من 7.25 دولارات في الساعة إلى 10.10 دولارات في الساعة.
وعملوا أيضا على تحسين علاقة أبناء الأقليات بالشرطة ومساعدتهم في الحصول على حقوقهم.
أضافت مزاهر أن إحساسها بحلاوة الإنجاز عبر هذا المركز وتفاعل المجتمع معها كان علامة فارقة في حياتها دفعها إلى المضي قدما والمشاركة في الانتخابات بمدينة أيوا، فكان لها ما أرادت.
عملت مزاهر بجد دونما كلل أو ملل، بدعم من جميع الفئات السكانية بالمدينة، أميركيين وأقليات، ولكن الدعم الحقيقي نسبته لزوجها “المثالي” أسعد الذي قالت إنها “لولاه لما حققت إنجازها هذا”.
“البيوت المدعومة” قالت مزاهر إنها كانت من أبرز شعاراتها الانتخابية.
“ساعدنا بقدر الإمكان أن يكون السكن المدعوم في متناول كل الناس سواء كانوا أقليات أو مولودين في أميركا، خاصة أن الإيجار أو الامتلاك مكلف جدا” في مدينة أيوا مقارنة بالمناطق الأخرى في الولاية.
وقالت مزاهر لموقع “الحرة” إن المشوار لا يزال طويلا وإن أمامها الكثير لتنجزه في خدمة أهلها، مثل تحسين الطرق والمواصلات.
قالت مزاهر، السيدة الأربعينية، إن ديانتها أو ارتداءها للحجاب لم يقف أبدا عائقا أمام ترشحها في الانتخابات وأضافت أن هذا يبرز بوضوح “مدى سماحة الأميركيين وتقبلهم للآخر”.
وشددت مزاهر على أن لا خوف على الإسلام في أميركا وأن “الخوف الحقيقي نابع من الحكومات الإسلامية التي لا تتبع نهج الإسلام وتطبقه بالطريقة الصحيحة”.