من وحي الفكرة: الصحافة السودانية… القتال بسيف مكسور
محجوب الخليفة
- عافية الإعلام وقوته عنوان لقوة الدولة وشجاعة الشعب… هي هكذا يجب أن تكون أجهزة الإعلام تمارس حريتها في التصحيح، وتمسك بجرأتها في دعم كل خطوة أوفعل لمصلحة الوطن والمواطن.
- الصحافة السودانية صاحبة التاريخ الحافل بالإنجاز والتفوق، تجد نفسها مستنزفة الفكر والكادر والخبرة، فهي محاصرة بتكاليف الصدور الباهظة، ثم أنها تفقد كادرها المحترف؛ لأنها أصبحت طاردة؛ لأن الواقع يجعلها بعيدة عن الاحترافية، فالحرفة هي خبرة يقابلها أجر بمخصصاته يمنع الصحفي المحترف من الوقوع في حبائل الحاجة، ومن ثم الإغراء، والاستدراج ليصل إلي مراحل متأخرة تحولها الي صحافة ظرف، وتحيل كادرها إلي صحفي مظروف يسرع لبيع قلمه وقبل ذلك بيع ضمير الأمة ولسان الشعب.
- الصحافة السودانية تستنزف كل إمكانيلتها لتسويد الصفحات وتدفع أموالاً طائلة لمقابلة تكاليف الصدور هي نفسها التي تواجه كساد سوق التوزيع ولا تجد إعلانااً، فتغرق في الديون، وتتقاصر مهامها لتكون بعيدة عن رغبة الشعب، وعاجزة عن التصدي للحملات التي يشنها آخرون ضد السودان وشعبه.
- البلدان المتقدمة أدركت منذ الوهلة الأولي أن النجاح والتنمية له مفتاح مزدوج بتلاحم التعليم مع الصحافة؛لإن الإنسان يتعلم، ولكنه يتطور بوفرة المعلومات عن بيئته وتجارب الآخرين، وذلك ماتوفره الصحافة والأجهزة الإعلامية؛ ولذا سعت تلك البلدان بهمة إلى توفير كل معينات الصحافة وأجهزة إعلامها الأخرى دون أن تفرض قيوداً أو أي محاذير سوي خيانة الوطن أو تهديد سلامته.
- الصحافة السودانية اليوم تحارب بسيف مكسور في جبهات متعددة؛ لأن سيفها أضعفته تكاليف الصدور، وأوهنته المحاذير السياسية، وتقلبات الأمزجة، وضعف الإمكانيات.
- الدول المتقدمة في وضع الإستراتيجيات ودراسات المستقبل لا تغفل عن وضع الصحافة والإعلام في مقدمة أسس التطور ، وفي طليعة قواتها المحاربة، فهي لا تقل أهمية عن الجيوش والأجهزة الأمنية، إن لم تكن متقدمة عليها؛ لالتحامها بالشعب ودورها في الأمن والسلام، وترسيخ المفاهيم الرفيعة لإحداث التطور، وتوعية الناس بحقوقهم وواجباتهم.