يزعمون أنهم حريصون على مصلحة هذا الشعب وحدهم لا غيرهم وكأن ما عداهم اعداء له وحتى ثورة سبتمبر الظافرة التي
اقتلعت حكمهم البغيض ورفضتهم لفشلهم في إدارة الدولة ليس لسنة او سنتين بل لثلاثة عقود متتالية ( ثلاثين عاما) بالتمام وهذا ما لم ينله حزب غير حزبهم من قبل ويقولون بكل جرأة وطول لسان بأنها سرقت (بضم السين) من هذا الشعب… ويظهرون الندم والتحسر على تلك السرقة التي لم يكن لهم فيها نصيب !!!!
بالله عليكم كيف لحزب المؤتمر الوطني الذي قصر في أداء واجبه نحو شعبه طول هذه المدة وملأ ساحة الوطن فسادا وحربا وسوء حال ومعيشة أن يضع نفسه في مكانة الوصي
على هذا الشعب بكامله بمختلف مكوناته واحزابه ونقاباته واتحاداته المهنية وجيشه وشرطته واجهزة أمنه والمفترض ان تكون قومية لا تابعة او موالية لأي فئة او جماعة ويحدد هو فقط لا غيره الجهة او الاحزاب التي ينبغي أن تتولى او تشرف او تدير او تحقق مطالب ثورة هي في الأساس والمنطلق فجرها الشعب وشبابه الملهم الواعي ضده لإزالته من من سدة الحكم….. ألهذه الدرجة تصل به السخرية وعدم التقدير لوعي هذا الشعب وصبره على تحمل اخطائه وفشله كل هذه المدة الطويلة.. هل يريد حزب المؤتمر الوطني ان يتولى هو قيادة ثورة قامت ضده ليسلم ادارتها لمن يرى انها حلال عليه رغم انه لا يرى إطلاقا من هو أصلح منه لحكم السودان..
وإذا كان هذا رأيه اصلا فلا يقبل ابدا منافسة أي حزب له لأنه لما ٱلت اليه مقاليد الحكم بانقلاب دبره سيطر على كل مفاصل الدولةجيشا وأمنا وخدمة مدنية ولم يترك لغيره من الأحزاب الأخرى إلا الانصياع لأجندته…
بل سعى لشقها جميعا ولذلك اصبح حكمه دكتاتوريا فلا حزب يفوز في أي انتخابات تجرى غيره .. وحتى الانتخابات التي حددوها في 2020 كانت مضمونة ومؤكدة لفوز حزبهم المؤتمر الوطني العظيم على حسب رؤيتهم حامي الحمى وحافظ الدين…. وليس من الغريب في امرهم هذا فحزبهم لا تؤثر عليه مشكلة ولا معضلة ولا مشقة لمواطنين ولا لاحتجاج ولا لمظاهرة ولا لمفاصلة بينهم ادت الى شقهم الى حزبين ولا لنكبة تصيب عمق الوطن وتشقه الى وطنين شمالي وجنوبي ولا تهزهم ازمة حروب تعم ارجاء الوطن ولا اضرابات أطباء فقد أحلوا مكانهم بالممرضين ولا تؤثر عليهم مغادرة الكثيرين للوطن من المؤهلين والخبراء.. فهو الحزب الفائز دائما وابدا حتى انهم اندهشوا لما قامت عليهم قيامة الثورة الشبابية التي كذبت طغيانهم وصلفهم واستبدادهم… فالامر كان عندهم في منتهى السهولة لان الموالين لهم أيا كانوا وبأي مستوى سيؤدون المطلوب في رأيهم… حزبهم كان خرافيا.. حتما سيفوز …وسيفوز الى ما لا نهاية حسب تخطيطهم قصير النظر .. كانوا يظنون ان حزبهم اسطوري لا مستحيل لديه ولا ينهزم ابدا ولو لا هذه الثورة التي اظهرت صغر حجمه وجماهيريته المسلوبة الارادة وكره الناس له وحدث ما كان يخطط له لفاز كعادته بأغلبية مطلقة بأساليبه وطرقه الملتوية ولرقص رئيسهم فرحا بعنجهية وكبروا هم تكبيرا …. ولكن شباب الوطن قالوا لهم لا…والف لا وفجروها ثورة انبهر لها عالم اليوم وصارت ايقونة ثورية يقلدها الشباب في الجزائر وفي لبنان والعراق… واكدوها بعزم وهمة وبطولة حيث دكوا حصون عبث الزحف الاخضر..بل هو الأسود في مدني الرجولة والصمود والحضارة والعلم والفن والرياضة… ولا اسيبا مدني واجي اسكن حداك… وقبل ذلك مدني صخرة الثورة العصية وقلبها النابض بالحرية والعدالة والسلمية… صحفي بالرياض..