•• قدَّر الله ولطف، ولكن ما أغرى فلول الإنقاذ للعبث بأمن الوطن والمواطن، والتجرُّأ بتجريب المجرب، واللعب بالنار إلا التراخي المُفرِط الذي يقرُب أن يكون تواطؤاً من قِبل المكوِّن العسكري في الحكومة الإنتقالية -وهو الممسك بالأمن- في التعامل مع تلك الفلول الشريرة !!
• لقد رأى الناس في تاريخٍ قريب لا يكاد يتجاوز العام الواحد، أن هذه الفئةَ الضالة من فلول الإنقاذ حين تفجُر وتتجبَّر، لا يكون في قلبها رحمة، ولا في ثقافتها وطن، ولا في عُرفِها مروءة، وأنها لا ترقبُ إلّاً ولا ذمةً في صغيرٍ ولا كبير، وأنها تستبيح الناس والأعراض، وكأنها في فتحٍ مبين، أو في غزوةٍ من غزوات الدين، فكيف، والحال كذلك، تجلس هذه الحكومة، وقبلها المجلسُ العسكري يتفرجان عليهم إلى هذا الحد، ولكأنهما يهدهدان هذا الشر المستطير بمثاليةٍ لا يكاد يعقلها أعقل عقلائهم ولا أرشد راشديهم ؟!!
إنَّ هذه الثورة الممهورة بالدم، وبعد الآن، لا تطالبُ إلا بمعاملة المثل..فإذا كان سعادة الفريق البرهان يعني فعلاً ما يقول بأنهم سيحمون الثورة، ويحصنونها من الإنقضاض عليها، فإنَّ هذه الثورة لا تريد منه أن يعامل هؤلاء الأشرار إلا كما عاملوا هم خصومهم قديماً وحديثاً لا أكثر ولا أقل :
• هل كان يجرُأ أحدٌ على أيامهم في الخروج في مسيرةٍ مضادة وقِحة بمثل ما خرجوا هم في مسيراتهم (الزاحفة) لمعارضة الحكومة الإنتقالية الحالية؟!
• هل كان أحدٌ يجرؤ على إطلاق النار في سماء الخرطوم لترويع الآمنين على أيام الإنقاذ كما تجرَّأ هؤلاء على أهلنا في العاصمة والأقاليم؟!!
• هل كان أحدٌ يتفلَّت على الحرائر -إلا بإذنٍ منهم- مثلما أطلق هؤلاء الأشرار (عصابات النقرز) للتفلُّت على العامة، وفي شوارع العاصمة القومية، وفي وضح النهار ؟!!
• ثم أنكم يا سعادة الفريق البرهان تقولون إنقلاباً أولاً وثانياً وثالثاً، ولم نسمع بأحدٍ تمت حتى مجرد محاكمة صُورية له؟!! أفلا يغري ذلك الأشرار بالمحاولة رابعاً، وخامساً، وسادساً؟!!
• أولم تسمع يا سعادة الفريق البرهان بثمانية وعشرين ضابطاً من أخيار ضباط القوات المسلحة، وربما أن بعضهم زملاؤك، حين أُتهموا بتدبير إنقلاب، لم يستغرق إستجواب الواحد منهم أكثر من عشرين دقيقة، وفي يومين إثنين، كانوا قد أُعدموا، ودُفنوا في حُفرةٍ واحدة، ولم يزل في بعضهم بقايا روح؟!!
• لن تقبل هذه الثورة بعد اليوم إلا لونين إثنين: لوناً أبيضاً مع الثورة، ولوناً أسوداً مع الشر والأشرار..
وإنَّ العدالة البطيئة هي ظلمٌ آجل، وخيانةٌ بائنة في حق الثورة ودماء الثوار..وعلى مكوِّن الحكومة العسكري -المسؤول عن أمن البلاد والعباد- أن يتعرف على اللونين بسرعة، وأن يختار أيَّ اللونين أحب إلى قلبه ومزاجه وبسرعة كذلك، إذ لا الثورةُ تنتظر، ولا الأشرارُ ينتظرون !!