كتب الساحر الإيطالي لويجي بارزيني، أن الإنجليزي لا يركل خصمه إذا وقع على الأرض، أما الإيطالي فيقول: (إذا لم أركله وهو على الأرض، فكيف أستطيع أن أتمكّن منه؟).. هذه المقولة اتخذها الكاتب القدير سمير عطا الله مدخلا لعموده الراتب في الزميلة الشرق الأوسط، لتشريح الحالة اللبنانية الراهنة، والتي أشار فيها الى انهم اقرب، جغرافيا وحضارياً، للنموذج (الإيطالي)،
يبدو ان الحالة السودانية ‘ اقرب في المزاج ومن الناحية التاريخية والوجدانية ، الى النموذج البريطاني، فقد احتلت الانجليز السودان ، وكان احد اهم مستعمراته‘ ورثنا عنهم الدقة في المواعيد0كان زمان ) لسة فاكر ؟؟، والسكة حديد ، ومشروع الجزيرة.(المشلع) ،والبرود العاطفي ، فنحن قلما نفصح عن مشاعرنا، تجاه من نحب، فكانت اغانينا (يا ضنين الوعد) ، نغنيها من وراء حجاب ، او عندما يتوارى الحبيب في (المطبخ) ، او حينما نختلق الأسباب ، للانفكاك من عتق الخطوبة، مترنمين ( بنزارية) قباني: هو ان تظل على الأصابع رعشة/ وعلى الشفاه المطبقاة سؤال/ هو زورق الالحان في اعماقنا/ تنمو كروم حوله وغلال/ على الرغم من وصيته لنا : بان الحب ليس رواية شرقية/ بختامها يتزاوج الابطال / ولكنا انهزمنا ..بعدم البوح ، وبالشفاه المطبقاة، والسؤال الحائر ؟؟ بين الضفائر. ولكنا نطلق العنان والمشاعر السالبة، لمن نكره؟؟ ..من يكرهون ثورة (أبنائهم) …فاقدين لبصير العقل والتعقل، ما سالوا انفسهم سؤال بسيط، ما الذي سوف تجنون ،كل الوطن ثورة، فلم العناد على اهلك وبلدك وابناءك ،شرع اسلحتك ،سوف ترتد اليك ..كف عن ذلك ، وتعال الى حضن الوطن.
الإنجليزي (لا يركل خصمه اذا وقع على الأرض)، الان الثورة تفعل ذلك، والخصم يقول غير ذلك،لم نسحل احداً منهم،ما فككنا (الدولة الظالمة) الا بأسباب، على الرغم ما فعلوه فينا (ركلونا ونحن على الأرض) وفي بيوت الاشباح، وداخل منازلنا، وقياهب السجون، ولكن كنا نرفع العلم، ونهدف حرية سلام وعدالة. شردونا من الأوطان (بالإبادة) الجماعية، وبحرب طالت مفاصل الوطن سرقوا ثرواتنا استحلوا الدماء والوطن. بلاد (المهجر) ،تضج بكفاءات ،
وعلماء وطنيون صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية ، يشغل زميلان من خيرة أبناء الوطن ،مناصب قيادية تشرفت بزمالتهم في جريدة(السياسة) السودانية أيام الديمقراطية اصبحوا من اشهر (صعاليك) صحافة المهجر ، الزميل عيدروس عبد العزيز ، والزميل عادل عبد الرحمن، كان لهم دور كبير في ثورة(ديسمبر)،كان عيدروس حاضراً لتفاصيل المشهد في ساحة (الاعتصام) واجرى العديد من اللقاءات الصحفية مع قادة الثورة (الانموذج) ،ونقلها الى (الانجليز)،فهم ((لايركلون خصمهم اذا وقع على الأرض)..والثوار وحكومتهم يفعلون ذلك الآن؟؟..تطبق العدالة والعدالة فقط على الجناة ، لا نحمل عليهم ضغية ولانكرههم ، ولكن نكره الفعل ، وما جنت يداهم، ونفخت افواههم،الثورة والحكومة اكبر من الأحقاد، و(هم)!! لسان حالهم : (إذا لم أركله وهو على الأرض، فكيف أستطيع أن أتمكّن منه؟). متى نكف عن ركل بعضنا؟؟..الوطن يحتاجنا جميعاً.