• قبل مدة قصيرة من الآن طارت الأسافير بخبر نشره أحد المخرجين (المتعجِّلين) في صفحته بالفيسبوك مفاده أن الفنان الدكتور عبد القادر سالم -مثله مثل آخرين- كان هو أحد ضباط أمن النظام المخلوع، وأنه كان عيناً للنظام ضد زملائه في الوسط الفني !!
لقد كان الخبر صادماً طبعاً، ومحرجاً لكل أصدقاء، ومحبي، ومعارف، ولأسرة الدكتور عبد القادر سالم، بالنظر إلى أن ذلك ليس مما يشبه، ولا حتى يداني أخلاق الدكتور عبد القادر الفاضلة.. وأما عبد القادر نفسُه فبادر فوراً بفتح بلاغات ضد مروجي هذه الإشاعة عنه، وكانوا جميعهم موجودين خارج البلاد !!
لقد آثر الدكتور عبد القادر أن يمضي في طريق التقاضي فقط، وبسرعة، ودون ضوضاء، لأن هذه طبيعته، ولكنه صرَّح في نطاقٍ محدود قائلاً:
(يؤسفني أن أقول إنَّ هذا محض كذب، وتشويه، وإفتراء، وأنني لم يسبق لي أن أنتميتُ إلى جهاز الأمن، أو إلى غيره -مع كامل إحترامِي لكل قواتِنا المسلحة- وأنني ظللتُ طوال تاريخي الفني فقط أنتمي لهذا الشعب وحده، دون تحيُّز لأي جهة..ومواقفي تلك ظلت معروفةً وسط الزملاء، والأصدقاء، وفي كل الوسط الفني !! وأنَّ كل مساهماتي الفنية، والوطنية، داخل وخارج السودان، لم تكن إلا بدافع الإنتماء لهذا الوطن العزيز، وليس لأي جهةٍ سياسية..وكانت كلها من أجل خدمة الفن والتراث، ولترقيتهما، والنهوض بهما، ولخدمة الفن وأهله بشكلٍ عام..) !!
• قبل أيام رجع إلى البلاد أحد مروّجي تلك الإشاعة عن الدكتور عبد القادر، وكانت الشرطة تبحث عنه بلا كلل لملاحقته بشأن ما نَشَر في البلاغ المفتوح ضده، وكان بعض أصدقائه وأهله -قبل ذلك- قد تواصلوا مع الفنان عبد القادر سالم معتذرين، ومُبدين أسفهم على النشر الكاذب، ثم أن أسرته قد أصدرت بياناً بهذا الخصوص، وقد فعل هو الشئ نفسه، وصرَّح للصحف معتذراً..
وكان مما جاء في بيان هذا المُخرج الشاب: (أعتذر للأستاذ القدير عبدالقادر سالم من تصرف قد بدَر مني قبل فترة على صفحتي بالفيس بوك..فالمعلومة لم تكن دقيقة لدي، و كنتُ في حالة إنفعال، وتصرف غير محسوب.. فالأستاذ قامةٌ فنية، وسفير سلام لا يُعلى عليه..
فنحن كشباب ثائر مندفع لدرجة العمى لا نعِي ما نكتب على مواقع التواصل الإجتماعي..
فكان يجب عليَّ أن أتحرَّى الخبر و المصدر قبل النشر !
فله مني كل تقدير وإحترام..
فما بدر منه إتجاهي كله لطفٌ وإحسان لخطئي الفادح، و لعلَّ ذلك يعبرُ عن معدن الأستاذ الجليل !!
ربنا يقوِّيه، ويعافيه إن شاء الله،
و أيضاً لكل محبيه، وأهله، وأصدقائه في الوسط ممن تأذوا من ذلك التصرف الصبياني لكم مني أشد إعتذار..
فالثورة كانت وما زالت مستمرة..
طارق خندقاوي) إنتهى
• الدرس المستفاد من هذه الواقعة المؤلمة أن هذه الأسافير التي تجتاح حياتنا العامة والخاصة، بلا استئذان، هي مصيبةٌ كبيرة، ولا يوجد إلا خيطٌ رفيعٌ جداً بين (الإحسانِ والإضرار) في فضاءاتها، وهذا الخيط هو بالضبط ما مقداره ضغطة زرٍّ واحدة في لوحة مفاتيح جهاز التلفون، وهو الزِّر المعروف، والمكتوب عليه (فتبيَّنوا) !!