كل الوسائط .. كل الصحف .. كل اجهزة الاعلام .. حتى ( الونسات) بين الناس… منذ ثلاثة ايام لا جديد فيها الا لقاء البرهان ونتنياهو في عنتيبي .
ترك الناس ارتفاع الدولار وصفوف الخبز وصفوف البنزين وازمة المواصلات جانبا واصبح الشغل الشاغل للجميع وبلا استثناء هو الحديث عن هذا اللقاء
بيانات شجب وادانة من البعض مثل الجزولي الذي يرفع عقيرته متوعدا بالويل والثبور وزلزلة الارض تحت اقدام البرهان و حمدوك وحكومته حماية للاسلام والعقيدة السمحاء .
والبعض الاخر يتحدث وكأن البرهان ( جاب الديل من ديلو) وان السماء ستمطر علينا ذهبا بعد هذا اللقاء التاريخي وان الدولار سيتهاوي الى اسفل سافلين وان محمد احمد السوداني سينعم برغد العيش بعد طول صبر ولن يقف بعد اليوم في اي صف للخبز او البنزين .
ووالله ٱفة هذا البلد المنكوب بأبنائه هو في الفريقين اعلاه … الفريق الاول كاذب والثاني اشد كذبا .
اقول للفريق الاول … دونكم القدس والمسجد الاقصى … كونوا جيشكم وسافروا الى هناك وحاربوا اليهود وحرروا القدس من دنسهم وساعدوا الفلسطينيين في أقامة دولتهم المستقلة … فقط اذكركم ان ارض المعركة ليست في مساجد جبرة او امبدة وليس امام مبنى مجلس الوزراء … ارض المعركة هناك في الارض المحتلة داخل فلسطين وداخل شوارع القدس.. اذهبوا وحاربوا هناك
اما الفريق الثاني فأذكرهم ان السماء لن تمطر علينا ذهبا عندما يقابل البرهان اليهودي نتنياهو .
ستمطر علينا ذهبا عندما نضرب سماسرة الدولار وسماسرة الذهب وهم اليهود الحقيقيون بيد من حديد ليس في عنتيبي او واشنطون او تل ابيب بل في شوارع السوق العربي وازقة السوق المركزي وفرندات شارع الجمهورية وصالات المغادرة في مطار الخرطوم .
ستمطر علينا ذهبا عندما يتوقف تهريب الذهب تحت سمع وبصر الحكومة واجهزتها الامنية بل احيانا تحت حمايتهم المباشرة ( دون لف ودوران)
ستمطر علينا ذهبا عندما نحارب السماسرة الذين لم يبقى لهم الا الاوكسجين ولو كان في استطاعتهم لفعلوا ذلك ووضعوا فيه ( عودهم) كما يفعلون في الطماطم والسكر ورغيف الخبز والعربات والبيوت .
ستمطر علينا ذهبا عندما يأتينا اليقين الكامل ان دولتنا وبما فيها من امكانيات مهولة لن يبنيها الا ابناؤها المخلصين فقط وليس السماسرة والحرامية وتجار الدولار والسوق الاسود .
ربنا يصلح الحال وكفى