باريس- التحرير
أطلق رئيس “حركة العدل والمساواة ” السودانية ورئيس “الجبهة الثورية السودانية” ( تضم حركات مسلحة) دكتور جبريل إبراهيم محمد سلسلة مواقف ونداءات في صدارتها تشديده وتأكيده ” للشعب السوداني أننا أهل سلام شامل وعادل ” و ” لن نستسلم ولو بقي منا رجل واحد”، وقال إن ” بلدنا يمر بمنعطف خطير”، وطالب بـ” عدم خسارة أي طرف” في الخليج.
ودعا في كلمة وجهها إلى الشعب السوداني بمناسبة عيد الفطر المبارك ، وتلقت ” التحرير” نسخة منها الإدارة الأهلية (زعماء القبائل في السودان) والنخب والعقلاء إلى تحقيق السلام الاجتماعي “، كمقدمة ضرورية ” لتحقيق السلام والاستقرار، وقال ” هم ( القبائل المتناحرة) يتقاتلون بأموال وسلاح و”كاكي” الحكومة ( الزي العسكري الرسمي للجيش والشرطة) “.
وفيما كرر دعوته الى ” سلام شامل وعادل”، رأى أن ” النظام ( نظام الرئيس عمر البشير) لا يؤمن بالسلام” ” وقال “كي يتحقق السلام ولا يتفتت البلد يذهب النظام “، وأكد “أن الحرب لن تنتهي في دارفور من دون مخاطبة جذور المشكلة”.
وحض في هذا السياق قوى المعارضة على ” الاتفاق على برنامج حد أدنى”، كما دعا قادة ” الحركة الشعبية ” إلى ” تجاوز الخلافات ” أما في شأن الأزمة في الخليج، فدعا إلى ” أن لا نخسر أي طرف من الأطراف ” في الأزمة الحالية ( السعودية ومصر والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى).
وكان دكتور جبريل استهل حديثه إلى السودانيين بالتهنئة بالعيد وخص بالتهنئة ” أهلنا في معسكرات النزوح واللجوء والمشردين وأهلنا المصابين الآن في مواقع مختلفة بالكوليرا، ومن فقدوا أعزاء لديهم ، وأهلنا الأسرى والمعتقلين السياسيين، وكل من حُبس بسبب رأيه، والشباب القابضين على الزناد ” وقال “نسأل الله أن يحقق النصر والسلام”.
ورأى أن ” النظام ( نظام الرئيس عمر البشير) يحاول أن يشغلنا بقضايا انصرافيه، مثل طه أقالوه ( المدير السابق لمكاتب الرئيس البشير) ، طه اعتقلوه وغيره، هذا ليس شغلنا الشاغل، وما يأتي بعده، كلهم أحمد وحاج أحمد، لا شيء تغير في السياسات والمؤسسات، تتغير وجوه ، يجب أن لا يكون ذلك هو شغلنا الشاغل”، ودعا إلى التركيز على أحداث التغيير لصالح المواطن.
وقال إن ” بلدنا يمر الآن بمنعطف خطير” لافتا إلى ما وصفه بـ” الصراع الحاصل بين معسكر السعودية ومعسكر قطر”، وشدد ” نحن محتاجون كبلد أن نمشي على البيض من دون كسره ، محتاجون ( في السودان) أن لا نخسر أي طرف” خليجي أوعربي، مشيرا الى “دماء تسيل في اليمن من دون مبرر كاف، وشدد في هذا الإطار على أنه ” رغم رأينا في النظام ( في الخرطوم) يجب أن لا يخسر أي طرف” من أطراف الأزمة في الخليج.
وأضاف في هذا السياق أن ” النظام ( الحاكم في الخرطوم) يركز على كسب الخارج، على كسب وارضاء “الخواجات ” ( الدول الغربية)، من خلال التعاون الأمني ليقنعهم برفع العقوبات ، وقال ” مبدئيا نحن لسنا ضد رفع العقوبات، لا يوجد إنسان سوي يريد أن سيكون بلده محاصرا، لكن عائد رفع العقوبات إلى من يذهب “.
وأجاب على تساؤله بقوله ” لو العائد يوفر للنظام ( نظام البشير) موارد مالية لتمويل الحرب وتشريد وقتل المزيد من المواطنين وهتك المزيد من الأعراض لا أحد يقول برفع العقوبات”، ” واذا كان رفع العقوبات يذهب إلى جيوب الفاسدين الذين نهبوا البلد ، لا أحد يقول برفع العقوبات، لكن الرفع لو يمشي لصالح المواطنين ليجد الطالب قلماً ومكانا يجلس عليه بدلا من الجلوس تحت الأشجار ، ولو كان رفع العقوبات لمصلحة المرضى ليجد العلاج والماء النقي والكهرباء فمن مصلحتنا رفع العقوبات”.
و رأى في هذا الإطار أنه ” كي يذهب عائد رفع العقوبات إلى المواطن” فأن هناك ضرورات ينبغي توافرها أولاً، حيث دعا إلى ” اتفاق لوقف العدائيات في كل أنحاء السودان ( بين الحكومة والحركات التي تحمل السلاح) ، و” مفاوضات جادة للوصول إلى سلام، كي لا تذهب الموارد للحرب”، كما دعا الحكومة السودانية إلى ” إطلاق الحريات كي يذهب عائد رفع العقوبات لمصلحة المواطن”، إضافة إلى ” تحقيق تقدم واضح في مجال حقوق الانسان “بدلا من ذهاب المال للأجهزة الأمنية، كما دعا أيضا إلى ” وجود أجهزة مستقلة ، ليحكم المواطن نفسه”، وخلص في هذا الجانب إلى أهمية حدوث ” تحول ديمقراطي” وقال إن “التحول الديمقراطي لا يحصل بدون سلام وحوار جاد وحقيقي”.
وأعتبر أن ” حوار الوثبة ( الذي أجرته الحكومة السودانية قبل فترة مع بعض الأطراف) هو مجرد محاصصة، ومكافآت لمن شاركوا من جيوب الفقراء، ورشى لبعض الناس”، ولفت إلى أن القوى ( السياسية والحزبية) الحقيقية لم تشارك (في حوار الوثبة كما وصفه الرئيس البشير)، وقال جبريل ” كي يحصل تحول ديمقراطي حقيقي ووفاق وطني فان الحكومة مطالبة بقبول خارطة الطريق التي وقعت عليها لترجع للمؤتمر التحضيري ويؤسس الناس لحوار جاد لنصل لتحقيق التحول بأسرع وقت ممكن”.
وتحدث عن ” يوناميد ( قوات افريقية دولية)، وقال إن هناك سعيا جادا من النظام ( الحكومة) لخفض قوات البعثة المشتركة في دارفور، ورأى أن الحكومة لا تريد شهودا على الأرض يشهدوا على جرائمها في دارفور، وانتهاك حرمات الناس، وقال إن ( تقليص يوناميد) هو ” إزالة لآخر حماية للمواطن الأعزل في دارفور، ونحن لسنا راضين عن ” يوناميد” لكن مجرد وجودهم يوفر قدرا من الحماية للمواطنين، وبتقليص البعثة سينسحبوا من مناطق، هذا يعني تركها للنظام والميلشيات لتمرح “.
وطالب جبريل مجلس الأمن بالتروي في شأن اتخاذ قرار حول ” يوناميد”، وقال ” إن لا أمن ولا استقرار في دارفور ، والحرب لن تنتهي من دون مخاطبة جذور المشكلة والتوصل إلى سلام شامل وعادل”.
وقال رئيس حركة العدل والمساواة ورئيس ” الجبهة الثورية” مخاطبا الشعب السوداني” نؤكد لشعبنا نحن أهل سلام، ونبحث عن السلام، لسنا دعاة حرب، ولا يعجبنا تشريد أجيال (من أبناء السودان) وفقدانهم التعليم ، نريد أن تنتهي الحرب اليوم قبل بُكرة (الغد)، لكن النظام يريدنا ان نستسلم، لن نستسلم ولو بقي منا رجل واحد”.
ونبه إلى “أن استمرار الحرب يبني مرارات، وهي تُعقًد التوصل لسلام، وكلما استمرت الحرب، وبُنيت مرارات فالكلفة ( كلفة السلام) ستكون عالية”، وفيما كرر” نحن لسنا مع استمرار الحرب”، قال ” لكننا نريد سلاماً يخاطب جذور المشكلة، لا نريد سلاما يُوجد وظائف لجبريل أو عبد الصمد، نحن تهمنا الأجيال المقبلة، ولا نريدها أن تضطر لحمل السلاح في المستقبل، ولسوء الحظ فالنظام لا يؤمن بالسلام”.
وأشار إلى” أننا تفاوضنا مع النظام ( الحكومة السودانية) سرا وعلانية منذ العام 2001، وفي النهاية لم يتم التوصل لقرار سلام باستحقاقاته، النظام يحاول استيعاب الناس بوظائف وأموال، ليكون الناس على الهامش”، وشدد ” نحن لم نخرج ( نحمل السلاح ونعارض سياسات الحكومة ) لأننا محتاجون لوظائف ولن نفعل ذلك”، وأعتبر أن ” مع بقاء النظام ( حكم البشير) فان فرص السلام ضعيفة جدا.
ورأى أن “الحل يكمن في ذهاب النظام ( الحكم الحالي)، ليتوصل الناس لسلام ، كي لا يتفتت البلد”، لكنه رأى أيضا أن ” ذهاب النظام يحتاج إلى جُهد”، وقال ” إن النظام ( الحكم ) باق ليس بقوته الذاتية ،النظام باق بسبب ضعف المعارضة، ورغم اشارته إلى ” تقدم حققته المعارضة ” مشيرا إلى ” نداء باريس( تحالف قوى سياسية مدنية وعسكرية) إلا أن يرى ” أننا محتاجون لمزيد من الجهد والتفاكر وتنازلات من كل الأطراف ( في قوى المعارضة) ، ويجب أن لا يتمترس أحد في موقعه”، و”بعدما يتحقق التحول الديمقراطي وتسود الحريات ، يمكن أن نعرض بضاعتنا ليختار الشعب” في انتخابات حرة ، ودعا قوى المعارضة إلى ” الاتفاق على برنامج حد أدني” من أجل تحقيق التحول الديمقراطي والسلام.
وبشأن الخلافات الحالية بين قادة ” الحركة الشعبية لتحرير السودان” قال ” نناشد إخواننا وزملاءنا في ” الحركة الشعبية” وندعوهم إلى تجاوز الخلافات، ووقف الاقتتال أولا ، نحن متألمون لما حدث لأهلنا في ( مناطق) النيل الأزرق، الحركة الشعبية لها عقود من التجربة ، وعندها مواثيق ومؤسسات”، ودعا ” كل الناس” إلى” الاحتكام إلى المؤسسات للانتقال للمرحلة التالية، وتجاوز المرارات ، ليس هناك ما يُتصارع عليه في الكهوف”.
وأعتبر أن ” انشقاق ” الحركة الشعبية” وضعفها خصم على المعارضة السودانية، خصوصا المعارضة حاملة السلاح” وفيما كرر مناشدته ” قادة الحركة الشعبية” إلى ” تجاوز الخلافات”، قال ” نحن ( في حركة العدل والمساواة) جاهزون لأي دور يُطلب منا”.
وأبدى دكتور رئيس حركة العدل والمساوة ورئيس ” الجبهة الثورية” دكتور جبريل ابراهيم اهتماما بتماسك ما وصفه بـ” النسيج الاجتماعي”، وقال إن ” رتق النسيج الاجتماعي أهم شيء للفترة المقبلة”، وعًبر عن اعتقاده بأن ” الحركات الحاملة للسلاح والحكومة الحالية أو المقبلة ستتوصل إلى شيء من اتفاق سلام ، لكن إذا تقاتل الناس في البلد ستكون المشكلة باقية، وقال ” نطلب من كبارنا في الإدارة الأهلية ( زعماء القبائل) والمثقفين والنُخب والعقلاء العمل لتحقيق السلام الاجتماعي، لا نريد أن تتقاتل القبائل في السودان، ولأسباب غير مقنعة، هم يتقاتلون بأموال وسلاح و” كاكي( الزي العسكري) الحكومة.
وقال” ندعو العقلاء لدور بعيد عن الحكومة ، لا تغتروا بالأموال التي يقدموها لكم ( تقدمها الحكومة) لمن يخوضون الاقتتال بين القبائل ، هذه الأموال مقابل دماء أهلكم، هذا لا يفيدكم لا في الدنيا ولا في الآخرة، لموا ( اجمعوا) الأهل وكونوا سمنا على عسل ( تضامنوا وتحابوا) لتُحل مشكلتنا مع الحكومة، وليتحقق السلام والاستقرار والتنمية، فالاستقرار هو الذي يجعلنا نبني البلد”.