الاستقالة التي أراد المذكور أن يوحي بأنها ذات صلة بخلق مهني
وموقف حدي يدعو إلى التصفيق والاستحسان، ليست في حقيقتها سوي لسان ناطق وسبابة
تشهد على سلوكياته الانتهازية وإبداعه لفنون التخليط والتدليس.
تقول سيرته إن أهم المحطات التي عمل فيها التحاقه كدبلوماسي
رفيع ضمن طاقم سفارة الكيزان بالقاهرة ثم الدوحة.
هناك في القاهرة، لابد أن السفير الهمام تعود ولسنوات مشاهدة
علم “الكيان الصهيوني” يرفرف عالياً على مبني سفارة إسرائيل في المعادي،
وبالرغم من ذلك طابت له سنوات الإقامة في “أم التطبيع”، ولحد مطالبته
بتمديد فترة خدمته بعد انتهاء مدته، لكن طلبه تم رفضه لغياب تميز مهني يستدعي
التمديد! ونعلم أيضاً أن لإسرائيل مكتباً تجارياً بالدوحة، فلم يرفض العمل هناك،
اذ لم يؤثر العلم الاسرائيلي في نفسياته او موقفه الوطني البطولي .
الآن وقد علم السفير
الفاشل بدنو أجله المهني، وأنه لا محالة من الغارقين بطوفان كشف التقاعد الخاص بفكفكة سفراء التمكين
وطردهم من الخارجية، أسرع نهّاز السوانح وصائد الفرص للاستفادة مما حدث بيوغندا فنهض اليوم ليحاضرنا عن
“الأمانة” التي استيقظت فجأة في
ضميره القومي؛ مبادراً بقفزة للإيحاء بتسجيل
موقف في خطاب استقالته البئيس
مدعيّاً ما نصه ( أقدم استقالتي قبل أن
أري أعلام الكيان الصهيوني ترفرف علي سارية القصر)!!
ليت السيدة وزيرة الخارجية بادرت بالإعلان عن كشفها القابع
بأدراجها وأراحتنا من أمثال هذا الدعي الذي تسوّر حوائط الخارجية متسلقاً علي سمعة
والده التي صنعها مايكروفون (هنا أمدرمان)!
واشنطن