كقروى جديد فى المدينة ، لا يعرف فيها غير صوت ايناس جوهر البديع فى إذاعة الشرق الأوسط – ذلك الصوت الذى كان يدغدغ أذنه وهو فى البلد فى أقصى شمالى السودان ، فنشأت بينهما ألفة – وقفت دات صباح فى شارع التحرير فى الدقى مشدوها و منبهرا امام اعلان ضخم يروج لمسرحية من بطولة محمد صبحى.. مشيت خطوتين للوراء ثم تقدمت خطوتين للامام دور ووضعت يدى بشجاعة يحسدنى عليها المارة على اسم الكاتب لينين الرملى ووقفت أتامله ، وتأكدت فعلا انه يحمل اسم فلاديمير إيليتش اليانوف و ليس خطا إملائياً ، ومضيت !!
كون ثنائيا ناجحا مع محمد صبحى وأبهر عشاق المسرح وأثرى مسرح الكوميديا
ثراء كبيرا .. كنت استمتع بالكوميديا الخطيرة التى كان يقدمها ، وكنت استمتع اكثر عندما تجرى معه الصحف مقابلات ويذكر المشاكل التى يسببها اسم لينين له ، واذكر قصته التى حكاها عن رفض الفنان فواد المهندس
مسرحية له عندما وجده مصرا على اسم لينين الذى منحه له والديه الشيوعيين ، وكان قد ذكر ايضا ان اسم لينين قد جلب المتاعب لوالده ذات مرة عندما أرسلت الام برقية له من الخارج تسأله عن ولدهما ( كيف حال لينين ) ما اعتبرته مباحث امن الدولة شفرة يتخفى خلفها الشيوعيون ، ونتيجة لذلك تم اعتقال والده واستجوابه !!
برحيله اليوم يخيم الحزن على مسارح القاهرة.. خالص العزاء يا فن !!