الذين يتباكون اليوم ويولوِّلون على كرامة السودان وسيادته التي ستظل باقية وراسخة وخالدة في عهد الحرية والسلام والعدالة ، يفعلون هذا إعتباراً (إعتباطياً) سيء النوايا في نظرتهم لطلب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك من مجلس الأمن إخضاع حالة السودان تحت البند 6 من قانون مجلس الأمن والذي تُختصر (فحواه) في (تعديل) مساهمة المجتمع الدولي في دعم قضية السلام السوداني من (الرعاية العسكرية) إلى (الرعاية التنموية المدنية) ، وهم ذات الذين غضوا الطرف وإمتنعت أعيُنهم عن زرف الدموع حينما أدت سياسات الإنقاذ وعداواتها مع الشعب السوداني والمجتمع الدولي إلى إعتبار الأمم المتحدة للصراع الدائر في جنوب السودان ودارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة (مُهدِّد) إستراتيجي للأمن والسِلم الدوليين ، فأدخلت (عنوةً) وعبر قرار دولي جحافل جيوش اليوناميد الأممية والتي هي من حيث المنظور (الدرامي) لمبدأ سيادة السودان وكرامته الوطنية ليست سوى جيش (أجنبي) له من الصلاحيات والإمكانيات ما يُتيحُ له القتال من إجل (إحتلال) أي جزء من تراب بلادنا الغالية بدعوى حفظ الأمن والسلم في المناطق المعنية ، على المستوى الشخصي أرى أن حمدوك بخطابه هذا (يرفع) من حالة الكرامة والسيادة الوطنية عبر طلبه تحويل الوجود العسكري الأممي في السودان إلى وجود مدني يستهدف التنمية والإشراف على برامج عودة النازحين وتطبيق مخططات الدول المانحة بما يستوجبه إحلال السلام على أرض الواقع بعد أن بات تحقيقهُ على مستوى الوثائق والإعتماد وشيكاً.
كل ما تقولهُ وتروِّج لهُ فلول النظام البائد في هذا الموضوع محض أباطيل ونابع من نوازع الكراهية المتأصِّلة تجاه الحكومة الإنتقالية وشعارات ثورة ديسمبر وثوارها الأوفياء ، أييُ وصاية يتحدث عنها المنهزمون بالحرية وسيادة دولة المؤسسات يمكن أن يٌقرِها عاقل في هذا العصر ، وأيي مؤامرات تستهدفها منظمة مثل الأمم المتحدة في بلدٍ مثل السودان ، فمجلس الأمن الدولي لا قرائن تفيد عدم إنحيازه للحق في كل إجراءاته تجاه الدول من الناحية الموضوعية والظاهرية ، لكن في كثير من الأحيان يكون لحق (الفيتو) في آخر المطاف القدح المُعلى في إشاعة الظلم والتآمُر على الشعوب عبر تضارب مصالح الدول الكُبرى الحاصلة على هذا الحق ، أما مجلس الأمن كمنظومة فنية وعسكرية وسياسية لم تُسجَّل له أيي سابقة في دعم ومُساندة (التحايُّل) على حقوق الشعوب والدول ، حق الفيتو وحدهُ هو الذي يحول دون إرساء العدالة الدولية في مجلس الأمن عبر صراع المصالح المتضاربة للدول الكُبرى.
رئيس الوزراء بما يملك من خبرة لا يستهان بها في إجراءات ودهاليز المنظمات الدولية هو في الواقع (كفاءتنا) الراجحة والموثوقة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ بلادنا ، وهو أيضاً أداتنا الفاعلة في تدبير أمر خروج السودان من عُنق الزجاجة عبر (أكبر) قدرٍ ممكن من المساهمات والدعومات الدولية وعبر مخططات تستصحب معها (تلافي) كل ما يضُر بالسودان وشعبه مادياً ومعنوياً.
- من يزرف الدموع على سيادة السودان وكرامته الوطنية ( فرع حلايب وشلاتين والفشقة ).