ماذا دهانا ؟ ماذا اصابنا؟. كلما بُشِرنا بفك أزمة طفت أخرى على السطح.. من مشكله لمشكله كالذي توحل في مستنقع آسن..
اي نعم الحِمل ثقيل تركة تنؤ بحملها الراسيات الشامخات. ولكن كان هنالك انفراج مبشر بالخير لم يصمد قليلا الي أن ظهرت أزمة أخرى.
وانا اتسآل أحبتي ؟
أين قوى الحرية والتغيير ؟ التي تمثل الحاضنة السياسيه لثورة ديسمبر المجيدة. التي مُهِرت بدماء الشهداء.. بدموع الثكالى… بفجعة ووجعة أمهات المفقودين.. بأنات الجرحى….. أين أنتم ياحراس الثورة وحماتها وقربكم من الشعب ؟ مالذي يحدث في السودان؟!!.. من غلاء طاحن وصفوف الخبز مفتعلة! لأذية الشعب السوداني الصابر على أمل التغيير الايجابي وليس إلى الأسوأ، ولماذا صفوف البنزين؟ الذي تتضارب فيه الأقوال من الحكومة بأنه متوفر و حال الشعب ووقوفه في الصفوف وهدره لوقته الثمين بحثا عن لترات توصله كل الي وجهته يحكي واقعا آخر .. قد يقول الكل هذه الثورة المضادة. لكن إذا تمعنا مليا ونظرنا الى للأمر بعين بصيرة وليست مبصرة فقط قد نجد نحن من منح القوة لهذة الثورة المضادة في الاستمرار لأكثر من عام لتنخر في جسد ثورة الشعب المجيدة، الثورة عرفها العالم وتفاعل معها وندر مثلها.. حتما هنالك قوة خفية تعمل في خبث ودهاء لتأليب الشعب على الحكومة المدنيه التي تمثل كل كياناتنا لكي يخرج الشارع يتظاهر ويهتف بالسقوط الثالث وقتها سنسقط كلنا الي الدرك الأسفل.
وقوى الحريه التغيير المنقسمة على نفسها.. سادره في أحلامها وآمالها في محاصصة وظائف الدرجه الاولى مثل خارجية وبعض الوظائف الحساسة.. ناسين او متناسين ان المرحلة الانتقالية مرحلة شديدة الحساسيه كثيرة المخاطر هشه سهلة الانكسار..
ان لم تجد الدعم والمساعدة من الحاضنة السياسية المشغولة،والثوار و لجان الأحياء لانقض عليها أقرب شريك لها (المكون العسكري) الذي يستمد قوته من دول المحور والحكومات الدكتاتوريه التي تحيط بنا. فهو يتمنى ان ينكشف له الغطاء لكي ينقلب علي الشق المدني ويسحقه ويسحق المواطن كما سَحَق جارٌ لنا من قلده منصب رفيع في القوات المسلحة والكل يعرف تلك الواقعه . ولا أود أن اكون متشآئمة او أنظر للأمور بمنظار قاتم لكنني أشك في أداء العسكر الذين يتقلدون زمام الأمور وبيدهم اقتصاد السودان من ذهب وثروات أخرى .(بنك السودان) فكان حري بهم ان يحلوا مشكلة صفوف الخبز والبنزين . وانا لا أثق فيهم ثقة عمياء ولا في ولائهم للشق المدني ولا للشعب السوداني بل يعمل لمصلحته الخاصة. ومنهم من رمى بنفسه لدول المحور ومنهم من يبحث عن خلاص او مساندة من المجتمع الدولي له (اذا الفأس وقعت في الرأس) لكي لا يؤولوا الي ما آل اليه قائدهم العام ورئيسهم الذي يرفع له التمام ويضربوا له تعظيم سلام.
يا أيها الثوار الأحرار الكل اليوم متربص بهذه التجربة السودانيه الفريده وينتظرون اخفاقها وسقوطها
فلذا ارجو تفويت الفرصة على المتربصين والمنتظرين والاعداء. لأن مثل ثورتنا هذه لن تتكرر ابدا.
فلذا يجب علينا الحفاظ عليها، والعض عليها بالنواجذ، ان نكون في غاية اليقظة لدعم رئيس الوزراء د عبدالله حمودك ( الذي يشرف ويرفع الرؤوس في جميع المحافل الدوليه ومنها ميونخ الآن ) في كل مساعيه وحكومتنا المدنيه لكي نعبر ببلادنا الي شط الأمان الديمقراطيه الحقه.. والّا نفرط في شعارات ثورتنا حتى لا نقع فريسة (حدس ما حدس) . أو على الأقل لحين انتهاء سلطة العسكر على مجلس السيادة وتولية المكون المدني الحكم .. إلى ذلك الوقت يجب على الجميع التماسك والتعاضد والاصطفاف حول ثورتنا ومدنيتنا ونتعايش مع الخصم اللدود الذي لا نستطيع أن نجابهه لما له من سلطة وقوة وميثاق الوثيقه الدستوريه . فالسياسة فن الممكن سنستمر في شراكتهم دونما استفزاز ونتقي شرهم حتى يبلغ الهدي محله ونترك اللهث وراء المصالح الفرديه، وليكن هدفنا السودان إلى أن نأتي بالديمقراطيه بإذن الله ووقتها لكل حادث حديث.
كما يجب على الحرية التغيير الرجوع إلى قواعدهم لتوصيل الحقائق وتعريفهم بما يدور مساندتهم كما ارجو الحكومة ان تطمئن هذا الشعب المغلوب على أمره من حين لآخر.. لأنه عانى الأمرين في عهد الإنقاذ من مسغبةٍ وكبدٍ وعنتٍ وشقاء ٍودخل هذا العهد متوسما خيرا. ولكن لازالت ابسط ضروريات الحياة.. الخبز والمواصلات.. بالصف .. فعلا الحال لا يسر ياوطني العزيز. نسأل الله أن يفك ازمتك ويبعد عنك المحن والفتن آمين يارب العالمين.
مسقط
سلطنة عمان
١٥ فبراير ٢٠٢٠