تجمّعوا – يرتدون تى شيرت يحمل شعار (صانع المتاعب) – للاحتفال بحياة وإنجازات الراحل العظيم ماديبا. و رغم المصاعب وخيبات الأمل و العديد من التحديات التى تواجه ديمقراطيتهم ، عبروا عن حاجتهم الآن أكثر من أي وقت مضى إلى استعادة الشعور بالأمل الذى عاشه ماديبا فى حياته ، واجمعوا على ان خروج مانديلا كان ثمرة نضال الجماهير ولم يكن عطفا او منة من ديكليرك ..الحرية والديمقراطية كانتا جايزة لكفاح الجماهير المضنى و الطويل .. سمعت رامافوسا رئيس جنوب افريقيا- و بالمناسبة هو من كان يحمل المايكرفون عندما خاطب مانديلا الجماهير فى مثل هذا اليوم قبل ثلاثين عاماً – يقول اليوم ان خطاب مانديلا القوي في ذلك اليوم كان بمثابة ميلاد جديد للامة.. بعض السذج يحاولون محاكمة مانديلا بمنطق الربح والخسارة السياسية، وينسون انه بمجرد ان خطى اولى خطواته خارج السجن كان ذلك إيذانا ببدء تفكيك نظام الأبارتايد الوحشي الذى راح فى ستين داهية .. فى تلك اللحظة الفاصلة عندما لوح مانديلا للجماهير المحتشدة للقائه
فى ذلك اليوم كان ذلك إيذانا بنهاية عدم اليقين .. !!كانت لحظة فاصلة مهدت الطريق نحو جنوب أفريقيا الديمقراطية ، أوصل مانديلا شعبه لدولة العدالة والمساواة التى تراعى حقوق الجميع ، وترك لهم دستوراً مثالياً وملهماً يحفظ حتى حقوق المثليين : وصف باراك اوباما خروج نيلسون مانديلا من السجن منذ 30 عاماً بالمثال النهائي للمثابرة والإيمان لكل جيل جديد يتبعه..ان الحديث عن خيانة مانديلا للنضال الجنوب الأفريقى بقبوله التسوية مع النظام العنصرى يكذبه ما يجرى للفلسطينيين اليوم من ذات نظام الأبارتايد الذى يقوده نتينياهو مدعوماً من البيت الأبيض ..ويكذبه ايضاً ان اسم مانديلا كان ضمن قايمة الإرهابيين فى امريكا حتى عام 2008 م. ويكذبه حقيقة ان أفريقيا هى لكل سكانها مادامت تعمل بحكم القانون الذى يساوى بين الجميع وترضخ لحكم الأغلبية !!
في عام 1989 ، أصبح ف. و. دي كليرك رئيسًا لجنوب أفريقيا وبدأ في تقليص نظام الفصل العنصري. رفع دي كليرك الحظر المفروض على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ، وأوقف تنفيذ عمليات الإعدام ، وفي فبراير 1990 أمر بالإفراج عن نيلسون مانديلا.
قاد مانديلا بعد ذلك حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في مفاوضاته مع حكومة الأقلية لوضع حد للفصل العنصري وإنشاء حكومة متعددة الأعراق. في عام 1993 ، حصل مانديلا ودي كليرك على جائزة نوبل للسلام. بعد عام واحد ، فاز حزب المؤتمر الوطني بأغلبية انتخابية في أول انتخابات حرة في البلاد ، وانتخب مانديلا رئيسًا لجنوب أفريقيا. تقاعد مانديلا من السياسة في عام 1999 ، لكنه ظل داعية عالمي للسلام والعدالة الاجتماعية حتى وفاته في ديسمبر 2013م.
فى احتفال اليوم ساد جو يدعو للعودة الى روح مانديلا ووعيه وشجاعته، ونددت أصوات فى احتفال اليوم بقادة القارة المفسدين الذين ينظرون لأفريقيا كمزرعة خاصة بهم ، معتبرة الفساد نوعا جديدا من سجن الأشخاص فى أفريقيا ، ولان الاحتفال كان متماهياً مع تفرد مانديلا لوحظ ان رئيس جنوب أفريقيا كان كمن يبث شكواه لماديبا، وهو يقول : لقد أدت رائحة الفساد وإساءة استخدام المال العام الى عجز فى الثقة بين الحكام والمواطنين ما يهدد مكاسبنا الديمقراطية!!
هل مصادفة أن يولى عشاق الحرية والديمقراطية وجوههم اليوم نحو كيب تاون وتحديداً امام السيتى هول، حيث رأى الجنوب أفريقيون فى مثل هذا اليوم قبل ثلاثين عاماً وجه مانديلا لأول مرة بعد 27 عاماً قضاها فى سجن جزيرة روبن، كانت صوره وخطبه خلالها محظورة رغم مجهود زوجته وينى الخارق من أجل إبقاء صورته وسيرته حية فى قلوب شعبه مثلما أبقت الحملة الدولية لإطلاق سراحه فاعلة و مستمرة، وفى المكان نفسه تجمع اليوم أحبابه احتفاء بالذكرى الثلاثين لإطلاق سراحه!!