ليست هناك مؤسسة مدنية أو نظامية تقوم بنشر بعض تفاصيل ملف خدمة أحد منسوبيها تحت أي ظرف وفي أي حالة. حتي في حالة التحقيق أو المحاسبة لا تملك المؤسسة هذا الحق..بل حتى إذا أرادت الثناء عليه، فإنها لا تنشر تفاصيل أي جزء من محتويات هذا الملف..إنما تتحدث عن كفاءته وإنجازاته بصورة عامة…كما أنه ليس من الأخلاق أن تنحو موسسة مدنية أو نظامية في هذا الاتجاه غير الكريم ولا المقبول، لذلك كان المنشور الذي أصدره الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة حول أسباب احالة الملازم أول محمد صديق للتقاعد..كان حقيقة منشوراً قبيحاً وصادماً.. ويعتبر سابقة في تاريخ القوات المسلحة لم تحدث من قبل.
ولعله من السخرية بمكان أن يدين المنشور نفسه بنفسه وهو يقول: “القوات المسلحة غير ملزمة بالتبريرباعتبار ان الامر خاص بلوائحها وقوانينها”، فإذا كان الناطق الرسمي يدرك أنها غير ملزمة وفق هذه اللوائح والقوانين..وقواعد الانضباط والسرية..فلماذا أصدر هذا المنشور؟! هل جاءته أوامر عليا بذلك؟! هل هو اجتهاد شخصي .. ونحن ندرك أن الاجتهاد الشخصي غير وارد باعتبار قواعد الانضباط التي يجب أن تحكم إيقاع العمل ..داخل القوات المسلحة.
كما أن من أقبح ما ورد في المنشور القول: “المخالفات والتفاصيل بطرفنا لمن يريد الاستزادة”..وكان الأمر(مولد) لمزيد من الإثارة و تشويه السمعة..يريد الناطق الرسمي أن يزهو بها..وبعد كل هذا يقول سيادة الناطق الرسمي وبكل بساطة ان إحالة محمد صديق تمت “للمحافظة عليه وعلى سمعة القوات المسلحة”..؟!
مع أن الناطق الرسمي وعقب لقاء البرهان رئيس وزراء الكيان الصهيوني أصدر بياناً من أربعة اسطر يقول فيه إن القوات المسلحة تدعم وتؤيد ما قام به البرهان..رغم أن ماقام به يتجاوز قانوناً سارياً لمقاطعة هذا الكيان ويمنع أي شكل من اشكال التقارب اوالاتصال …الخ ويحاسب ويعاقب عليها. فأين كانت سمعة القوات المسلحة.. ولماذا صمت عنها بيان الأربعة أسطر.
وثمة سؤال: لماذا كان الصمت على ماقام به محمد صديق طيلة هذه الفترة؟! وهل كان لما قام به لأيام الاعتصام من حماية للمعتصمين دفاعا عنهم دور فيما حدث له وطاله؟! رغم ان ماقام به يحسب له وليس عليه.
والسؤال الأهم: لماذا تم سحب منشور الناطق الرسمي من صفحة القوات المسلحة؟!