__
كان يوم امس هو اليوم العالمي للبيانات في السودان . وكل البيانات عن احداث يوم 20 فبراير .
بيان من تجمع المهنيين فيه الكثير من الشجب والادانة واستنكار استخدام القوة المفرضة من قبل الشرطة تجاه المتظاهرين
وبيان من قوى الحرية والتغيير وبيان من مجلس الوزراء ايضا يدين استخدام القوة ويؤكد ان حق التظاهر مكفول بالدستور …
إدارة الشرطة لم تفوت ايضا مهرجان البيانات واصدرت بيانها وشرحت انها لم تستخدم القوة الا اضطرارا وانها اكتفت بالقنابل المسيلة للدموع ولم تستخدم الرصاص الحي ويؤكدون عدم استخدام الرصاص وكأن ذلك محمدة لهم !!!
قمة البيانات صدرت من رئيس الوزراء في بيان مقتضب في وقت متأخر من ليل أمس وبعد ان نام فني المونتاج بدون ان يقوم بوظيفته ليستمع المتابع لسقطته في عدم ( المنتجة) لخطاب حمدوك .
والذي لا افهمه … لماذا اصدر حمدوك قرارا بتكوين لجنة تقصى حول الاحداث برئاسة النائب العام رغم ان النائب العام من المفترض ان يكون مستقلا وليس تحت أمرة رئيس الوزراء وكان على النائب العام ان يتولى هو الامر بنفسه ويبادر فورا بإجراء التحقيقات اللازمة دون توجيه من رئيس الوزراء ..
أفتونا يا اهل القانون في ذلك … هل هذا تقصير من النائب العام ام تسرع من رئيس الوزراء ؟؟
اما وتيرة الاحداث نفسها وتصاعدها الى ان وصلت لمرحلة قفل الشوارع و( تتريسها) بواسطة الثوار وظهور اصحاب ( اللايفات) المشبوهة في الشوارع مرة اخرى وبأصواتهم المشروخة … هذه تحتاج لوقفة ومراجعة من الشباب الثوار مرة اخرى .
نعم مطالبكم مشروعة لا خلاف حولها … نعم هناك تعدى من المكون العسكري في السيادي او المناصب العسكرية داخل مجلس الوزراء .. نعم هناك ٱقالات تمت لعناصر وقفت وساندت الثوار من القوات المسلحة ولا يختلف أثنان ان عناصر النظام المباد داخل المنظومة العسكرية سواء في الجيش او الشرطة او جهاز المخابرات مازالوا يمارسون كل الخبث ومازالوا يعملون لافشال الثورة واعادة الكيزان للحكم وبشتى الطرق .
واحدة من الطرق التي استخدموها في احداث 20 فبراير انهم يعملون لحدوث صدام مباشر بين الثوار ومجلس الوزراء من ناحية …. ومن الناحية الاخرى يخططون لحدوث صدام اخر بين مجلس الوزراء والمكون العسكري وكل المنظومة العسكرية في الشرطة والجيش .. حتى تختلط كل الاوراق مع بعضها .. وبعدها تبدأ مرحلة سن السيوف من الجميع ضد الجميع .
نحن نمر بمرحلة انتقالية دقيقة للغاية وهشة امنيا واقتصاديا وسياسيا .. المرحلة تحتاج من الجميع التعامل باقصى درجات اليقظة والانتباه لما يحاك لهذه الثورة .
يا شباب الثورة قوموا بتتريس الثورة من الاعداء والثورة المضادة قبل ان تقوموا بتتريس الشوارع .
اللهم بلغت … اللهم فأشهد
رمزي المصري