بالنظر العميق لواقع التكوين الحركات المسلحة فانها تلتقي الان على أرضية مشتركة بعد سقوط نظام الانقاذ واكتمال التغيير للنظام.. وهذه الحركات الآن تلتقي مع الدعم السريع عدوها اللدود في السابق، في عدد واسع من نقاط الالتقاء أهمها أن الطرفين تقف خلفهم مجموعات إجتماعية تعتبره الممثل الأفضل لتطلعاتها، وهي الداعم الرئيسي لها ولقوتها المسلحة، وان لكل واحد منها نفوذ في موقعه. ويمتد نفوذ بعضها داخل المركز كما هو الدعم السريع.
ومن العوامل التي تساعد في التقاء هذه المجموعات مع الدعم السريع أن كل هذه المجموعات تنتمي الي الهامش. وتسيطر على كل واحد منهم تماما فكرة انهم شئ مختلف من المركز وعزز هذا الاحساس ما تواجهه بهم بعض القوى من رفض يتجاوز حدود الموضوعي الي العرقي والجهوي، وعلى هذا الأساس ترسخت فيهم عقيدة القتال والحماس حتي للعمل السياسي. وظل هذا العامل هو أكبر والأكثر تأثيرا من علاقات قيادات بعضها بالحزب الشيوعي او بالإخوان المسلمين..
اسس الصراع بين المركز والهامش في ظل المشهد الحاضر ايمكن أن تختلف، حيث ضعف قبضة المركز بعد أضعاف الجيش وإخراج الأمن القومي من المعادلة واسترخاء المجتمع، وما يكتنف القوي السياسية من اختلافات في طبيعة النظرة للموقف الوطني واحتمالات تطوره..
هذه العوامل كلها في ظل هشاشة الموقف الوطنى العام والتدخلات الإقليمية والدولة وضعف المكون المدني في تكوين الدولة، سيعزز كل ذلك احتمال حدوث تحالف هذه المجموعات العرقية في اي لحظة.
ولا استبعد ابداً ان تعيد هذه المجموعات اصطفافاتها السابقة المعلومة الي حيث الاطار الأساسي للصراع بين الهامش والمركز في لحظة تاريخية هي الأنسب للهيمنة.
والمطلوب الان تحركات واسعة للقوي المركزية المدنية القومية لتلافي أسوأ الاحتمالات في الوطن، في إطار عقود سياسية واجتماعية جديدة، ويتطلب ذلك مؤتمرات قومية على شاكلة ما اقترحه الامام الصادق المهدي..
ويحتاج هذا الموقف وبشكل عاجل تحركات فيما بين القوي السياسية الاساسية في الوطن خارج وداخل اطار التشكيلات المنظورة (من قوى حرية وتغيير) وخارج منظومة الحكم. والهدف الأساسي تقوية الجبهة الداخلية استعداداً لأي مواجهات محتملة وتحديات يخبئها المستقبل في ظل تعثر مفاوضات السلام..