نعت هيئة شؤون الأنصار للدعوة والإرشاد الدكتور محمد
عمارة، الذي توفي الجمعة (28 فبراير 2020م)، وقالت في نعيها: “فقدت الأمة
الإسلامية علماً من أعلامها ورمزاً من رمزها وأحد أبرز مفكريها من أهل الاستنارة
والتجديد”.
وأضاف الهيئة: “لقد انتقل عمارة إلى الدار الآخرة،
وترك وراءه ذكرى طيبة، وإنتاجاً فكرياً غطى معظم مجالات التحديات المعاصرة، حيث
قدم قراءات تأصيلية تجديدية حول مفهوم الدولة في الإسلام، وفريضة الشورى،
والتعددية السياسية والديمقراطية، والعلاقة مع الآخر”، مشيرة إلى أنه “يعلن
بوضوح رفضه للانقلابات العسكرية مهما كان شعارها، وانحيازه للدولة المدنية ذات
المرجعية الإسلامية”، وذكرت أنه “كان منصفاً في نظرته للدعوة للمهدية في
السودان”.
وأوردت الفقرة التي أوردها في كتابه:” تيارات
الفكر الإسلامي”: “كانت سلفيتهاً تجديدا يتحدى التخلف العثماني، ويعود
بالأمة إلى حصنها العتيد الإسلام؛ لتواجه التحدي الحضاري بجناحيه العثماني المتخلف
والاستعماري الغربي التغريبي… وهي تؤكد في كل جوانبها أنها كانت من أبرز حركات
اليقظة التي تصدت بها الأمة في السودان للتحديات التي فرضها عليها اعداؤها في ذلك
التاريخ”.
وأوردت الهيئة في نعيها الممهور بتوقيع أمينها العام
عبدالمحمود أبو أن “مدرسة الوسطية في العالم الإسلامي فقدت أحد أبرز مفكريها
التأصيليين التجديديين الذين دافعوا عن الدعوة الاسلامية بالفكر المستنير الواعي
لخطل التغريب وجمود التقليد”.
وختمت بقولها: “إن هيئة شؤون الأنصار في السودان
تعزي أسرته وتلاميذه ومحبيه وزملاءه في مدرسة الوسطية، وتسأل الله أن يتقبله قبولاً
حسناً، ويرفع قدره مع الذين أنعم عليهم من عباده الصالحين ولا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم”.