عصام عيسى رجب
إلى معتصم الفاضل جلَّابي, وقد رحلَ عنَّا في مِثل هذا اليوم من سنةِ 1996 م:
بَعْضُ ذاكَ الفـَراغ….كُلُّ هذا الرحيــل
هَديـلْ:
وتَقرَبُ هذي القصيدة
بالذي قالهُ النهرُ غِبَّ الكُهولَةِ
وهو يباعِدُ بينَ النشيدِ البريء….
وبينَ النزيف/
– بلادي بعيدة
وقد يهلَكُ الماءُ قبلَ أفِئ إلى آخِرِ الرمْلِ،
آهِ بعيدة.
وما خبَّرتْكَ القصيدة….؟!
تُرى فاتَحتْكَ بأمرِ الرحيل،
وهَلْ سارَرَتْ خِصْرَها راحتاكَ طويلَ الهديل….
وآه
لماذا استَطَبْتَ الفرارَ إلى حُضنِها – أبدا –
وانتهيتَ وحيدا….
مواقيتُ غفوتِنا:
غريبانِ،
ننسِبُ هذا الفراغَ إلى دمِنا
كي يسيــل
نقطَعُ هذي الدروبَ على خيلِنا
أربعاً أربعـا
لا نُغنِّي سوى بلدةٍ
لَمْ تتَّقِ اللهَ في سِيرتَيْنا
ولَمْ نستَدِرْ حينَ شدَّتْ على خطوِنا
إلى وجهِها اليستريبُ مواقيتَ غفوتِنا
في الغيابِ الطويل
ولسنا نميلُ إلى جِذْعِها
حتَّى يئنَ إلى الأُغنياتِ التي شرَّدتْ
صوتَنا بَدَدا
………….
………….
لسنا نميل….
لا تَنمْ جسَدا:
نفِرُّ إلى عُمرِنا
وهو يقصفُ أوراقَ زِينَتِهِ
على عُرْيهِ
كي يشيخَ سريعاً سريعا
شجراً مائلاً نحو قُرْصِ الرماد
صاحبي لا تَنمْ جسَداً فوقَ هذا التُراب
لا تَنمْ جسَدا
واصطَحِبني إلى ماءِ زُرقَتِنا في العباد
اصطَحِبنا إلى تَوقِنا
لقصائدَ لا تبتغي موتَنا في البلادِ الغريبةِ
أو لِبَنات…
يأمُرنَنا أنْ نثُوبَ إلى ما نسِينا
نسِينا نبارِكَ ظِلَّكَ قبلَ الزوال
نسِينا الظلال
نسِينا…تعال..!!!
ما شاءني وتري:
ستكتبُ قبلَ مقَامِ السكوت/
– جاءَ بي طائرٌ لأبي في النشيد
تعاويذُ أُمِّيَ لمْ تَرْقِني أنْ أموت
لمْ أُصادِفْ سوى قدري واقفاً في الطريق
فاستعرتُ لطافتَهُ كي أُؤانِسَ وحشَةَ حظِّي
كي أُراوِغَ هذا الحريق
سِرْتُ ما سارَ بي سفَري
وارتكبتُ القصائدَ ما شاءني وتري
واشتهيتُ المزيد
خُنْتُ نَهْرَ الحنينِ إلى لُغَتي
كُنْتُ رَمْلَ الشُرود
وافتَرشتُ دَمِي مثلما انتَهَرتْني الجُنود
أو أبَيْتُ المبِيتَ على حُضنِها
لمْ يكُنْ صَدرُها ساحةً للعِراك
ألهذا انتهيتُ إلى ما انتهيت
طاعِناً – هكذا – في الهَلاك…؟!
………….
………….
تكتبُ بعدَ مقَامِ السكوت/
– طارَ بي طائرٌ خَلْفَ هذي البيوت
“كتبتُ هذه القصيدة 1996 – 1997 م”