الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي التي تجري اليوم
( يشار لها بالثلاثاء الأكبر Super Tuesday )
ذات أهمية نوعية خاصة إذ تأتي هذه المرة بتصميم ديموقراطي مبرم علي هزيمة دونالد ترمب ومنعه من ولاية ثانية . فخلال ساعات سنعرف بنتائج الثلاثاء السوبر التي ستصوت فيها 14 ولاية وسيترتب عنها إختيار قرابة ثلث أعضاء مؤتمر الحزب الديموقراطي الذين سيقررون إسم المرشح الرئاسي الذي سيواجه بإسمهم دونالد ترمب الجمهوري يوم الثلاثاء 3 نوفمبر 2020 . يتصارع المرشحون الديموقراطيون الأربعة الباقون في السباق ( بيرني ساندرز ، جوزيف بايدن، السانتور إليزابيث وارن والبلونير مايكل بلومبيرغ ) علي حصد تأييد اكبر عدد من إجمالي 3,979 عضوا ديموقراطيا في الولايات الخمسين . في هذه الثلاثاء الكبري يُطرح 1,617 عضوا من ذلك الإجمالي علي المتنافسين الأربعة أما الثلثين المتبقين فيتم إستكمالهما خلال الشهور الاربعة القادمة ، أي الي حين إنعقاد المؤتمر العام للحزب الديموقراطي في مدينة ملواكي بولاية وسكنسن من الاثنين 13 – الخميس 16 يوليو 2020. في ذلك المؤتمر سيصطف الحزب الديموقراطي خلف المرشح الذي سيظفر علي اجمالي حسابي مقداره 1,991 عضوا ، علي الأقل ، ليخوض بإسمه معركة إنهاء رئاسة دونالد ترمب ويظفر مجددا بالبيت الأبيض الذي غادره اوباما الديموقراطي في 2016 بعد ولايتين ناجحتين أصبح أوباما خلالهما من أكثر الرؤساء الديموقراطيين شعبية .
لقد تمكن دونالد ترمب في خلال سنوات حكمه الاربعة الماضية من الإضرار بالمؤسسات والمفاهيم والسياسات الامريكية بشكل غير مسبوق بل وسيذكر التأريخ رئاسته بأنها كانت ، وبشكل مطلق ، أسوأ الرئاسات الامريكية من بين الخمسة واربعين إدارة التي حكمت الاتحاد الفيدرالي الامريكي منذ الاستقلال في عام 1776 .
إختيارات الناخبين الديموقراطيين اليوم كانت قاسية لأن المعيار لم يكن الفرق بين سياسات بيرني ساندرز الديموقراطي الاشتراكي او جوزيف بايدين الديموقراطي الوسطي المعتدل ، فقد تجاوز الناخبون الفرق الكبير في برنامج المرشحين . السؤال الذي ركز عليه الناخبون الديموقراطيون هو : أيهما أصلح للفوز علي ترمب وانهاء رئاسته التي فعلت الافاعيل بأمريكا ومؤسساتها وعلاقاتها الخارجية . الإجماع اليوم كان بين الناخبين ركز علي أن المعيار اليوم كان إختيار المرشح الأقدر علي إجتذاب أكبر كتلة من الناخبين الديموقراطيين المسنودين بكتلة المستقلين المتضررين من سياسات ترمب بل وحتي الجمهوريين المعتدلين الذين دربوا 4 سنوات من ترمب وقرروا معاونة الجناح المعتدل في الحزب الديموقراكي في توجيه الضربة القاضية لترمب .
باعتبار كل ذلك ، ولوقف تجريف ودمار ترمب لكل ما كانت امريكا تفاخر به عبر تأريخها الطويل كالسياسة الراسخة بفتح أبواب الهجرة للاجئين ، التصدي لأدوار القيادة الفعالة في العالم، محاربة الدمار البيئي وظواهر الانحباس الحراري ، تعزيز قيم العدالة والمساواة بالداخل بين الاقليات ، توفير خدمات فيدرالية للطبقات الفقيرة ، محاربة التفرقة العنصرية وتعظيم قيمة الدستور والفصل بين السلطات ، إعادة التهذيب للخطاب السياسي ، إرجاع سقف المنصة الاخلاقية في أمريكا لمستوياته السابقة … لأجل ذلك ، وبسبب كل ذلك فقد منحت صوتي لنائب الرئيس أوباما السابق جوزيف بايدن !