,__
المؤتمر الصحفي لوزير المالية الذي انتهي قبل قليل . اثبت لنا امور في غاية الاهمية .
الامر الاول اننا بالفعل نفتقد لصحفيين يستطيعون استخراج المعلومة من الوزراء بالذكاء الصحفي والاسئلة المباغتة واستنساخ اسئلة جديدة من اجوبة الوزير او المسؤول. مشكلتنا .. ليست اقتصادية فقط … مشكلتنا ايضا اعلامية .
عندما شرح وزير المالية ان وزارته لم تجد مبلغ 28 مليون دولار لتخليص باخرة قمح والقمح الموجود كان لا يكفي الا لمدة اسبوع واحد مما دعاه للجوء لشركة الفاخر لدفع هذا المبلغ وبالفعل قامت الشركة باللازم ….. وبعدها اصبحت شركة الفاخر شوكة في حلق الاقتصاد السوداني .
كنت اتمنى من احد الصحفيين ان يسأل الوزير :-
1) لماذا انتظرت وزارة المالية او التجارة حتى تبقى ما يكفي اسبوع واحد من سلعة استراتيجية مثل القمح وبعدها بدأوا يبحثون عن المنقذ لهذا الوضع الخطير فكانت شركة الفاخر والتي نصبت شباكها بكل عناية واصطادت وزير المالية برغبته او بعدم رغبته .
2) هل لجأت وزارة المالية للشركات الاخرى او الجهات المانحة ولم تجد استجابة الا من الفاخر ؟؟
3) لماذا لم تلزم المالية شركة الفاخر بعدم شراء الدولار من السوق المحلي حتى لا يتفاقم الامر ويسجل الدولار هذا الصعود الخرافي .
وطالما الفاخر تصدر الذهب كان عليها الاعتماد على صادر الذهب لتأمين الدولار لاستيراد القمح والوقود وليس الشراء من السوق .
اصبح الامر واضحا الان ان التصاعد المخيف في سعر الدولار يقف وراءها شركة الفاخر اما بشراء الدولار من السوق وبأي سعر وهي تعلم ان توريد القمح والوقود للدولة ستعوضها عن اي خسائر في سعر الدولار .
وايضا تشتري الذهب ايضا وبأي سعر طالما لديها المباركة الحكومية لذلك وانها ايضا ستعوض اي خسائر في سعر الذهب في اسعار الوقود والقمح .
المثل الانجليزي يقول ( لا تضع كل البيض في سلة واحدة ) ولكن للاسف الشديد وزارة المالية وبرعونه شديدة وضعت كل البيض في سلة واحدة وهي سلة الفاخر واصبح معها سعر الدولار فاخرا جدا .
التظيم للمؤتمر الصحفي كان اقل من الصفر .. لا ادري لماذا تراجع اداء وكالة سونا لهذه الدرجة المخيفة .. مازال الامل معقودا في مديرها الجديد لاصلاح هذه الفوضى ..
اما نجوم هذا المؤتمر هما عسكوري مدير السلع الاستراتيجية وعمار محمد ادم الاسلامي المشاغب … كليهما استخدما اساليب مشابهة في الخطاب … الاول استخدم اسلوب التهديد والوعيد لكل من يتخطى الحدود في نشر اي معلومة غير دقيقة عن وزارة المالية .
والثاني وكعادته استخدم الاسلوب الحنجوري وطلب من وزير المالية ان يستقيل و يعود من حيث اتى .
خلاصة القول لم يخرج من هذا المؤتمر اي متابع باي معلومة تفيدنا بمستقبل اقتصادنا والى اين نحن ذاهبون .
الله يدينا الصبر