( امبارح ونحن في طريقنا لمحطة المترو، أنا وولدي الصغير قطعنا في ولدي الكبير، مشينا نجيبو من محطة القطر ، من على البعد، ومن خلال سور المحطة، شفناه واقف ينتظر، ومعاه مزة، الصغير طنطن وهو يحدث نفسه بصوت عالي، جابت ليها صينيات وكرونا. عملت ما سامع… قال وهو يرقب اخاه من علي البعد، يحادث الفتاة الصينية باهتمام:
قلت له
What did you say?
قالي never mind ماقلت حاجة
ثم اضاف غير عابئ:
هو اساساًحنكو عاضي
أنا طبعا كأب عايز أطمئن على حنكة هؤلاء الشباب ، وهم يطأون باقدامهم البضة، سوح معارك بنات كجة الضاريه ، خاصة البكر، فهو يتمتع ببعض عوارة الابكار، اما الصغير فلا خوف عليه، قلت علّي أستفيد من حكمة الاربعطاشر سنة العميقة، التي تولت من عمري، كهلاُ، واضيفت لعمره شابا وسيماً،
قلت له سمعتك… انبهط، فواصلت زحفي:
وانا برضو شايف حنكو عاضي
فتهلل وجه جانكوف، ثم اتكأ، واخد راحته علي الآخر..وقلدنا بعضنا وبكينا من حسرة.
ثم انه أضاف فرحاً، بعد حصوله على ضمانات من الاي سي سي، قالي: بالله إنت برضو ملاحظ يا دادي؟ أنا من زمان عارفك Pimp وخطير يا دادي، ووزير الماليه تعبان.
وانداح يفضفض في شأن اخيه، قال: ياخ اخوي اطرق، قالها بالانقليزي “دورك”، يخش في المزة، بدون انذار، ويستخدم نوعاً ضارباً من انواع ال “بيك اب لاين”، الاثريه، زي ( نايس هير، نايس شيرت…) (اي لوف يور تاتوو)، فترد بالقول: ثانك يو، ثانك يو دائما ما تقتل الزحف الرومانسي، ولكنه يتصور ان “الهوك” قبض، فيتمادى ويسأل في ثقة: البتاع التاتو ده، لازم عندو معنى أو قطعاً رمز لحاجة عبقرية، وبالتحديد فلسفية عميقة، التاتو ده ما ساهل، يشبه تاتو الامبراطور كاليغولا ….فتقاطعه بالرد و هي في حالة ضيق: لا ماعندو رمز ولا دلالة، ولا شتين، عملتو ساكت، مزاج!
أها الحنك هنا بدق في العراضة، فيضطر للرد علي الباي باي بالباي باي.
يادادي، تاتوو ورمز وفلسفة البت تقول عليك Nerd.. . انا لو في محله…. ثم سكت.
قمت أنا قلت ليه اها النزيدك، في الشعر “هاوس”، قال هات ماعندك يا ديدبا، قلت: ملاحظة تانيه.. صاحبك بركز على كبيرات السن، “الشوقا ماماس” في عمر امه !
علت البهجة والمتعة الخالصة وجه الشبل الصغير:
إنت برضو لاحظت الحركة دي؟ والله يا ابوي إنت شِفِت.. في البقالة طوالي يتكشم للخالات، بالذات العاملات الشحمانات في مكنة الكاش….
انتبهنا إلى أننا وصلنا قريبا من موقعه.. قشينا خشومنا وسكتنا.. نظر ناحيتنا باهمال، وواصل حديثه مع الصينينة، فكأننا سواقين ابوه.
باي باي للمزة، قال فسمعناه.
وكانت المزة صينينة عيونها شختة كده.. ركب وسلم بعنجهية، وما علم باننا كنا نقطع قطيعةً، حتئ اصابه ابو الشهيق.. وجغم سبعه جغمات،
مشينا مسافة كده….
صمت
ابتدر الصغير الحديث: اها قلت تجرب حنك صيني؟.. سأله جانكوف الصغير، بشجاعة يحسد عليها، فهو احمق حماقة البكور، ولو أن النظرات تقتل، إذن لمتنا من ساعتنا،
حدر لينا الاتنين، بينما انتصبت قرون استشعاره، ورن ناقوس احساسه بالخطر حتى ادرك مسامعنا… رد في عاصفة حزم، يتبرأ من الغزوة الخاسرة في اليمن: لا دي كانت زميلتنا في الهاي سكول.
سكتنا خفنا يدقنا
جانكوف الصغير قال له ناصحاً، مدعوماً بحضوري.. ياخ بصراحة تاني لمن تلاقي مزة تعال أنا بوريك تخش في الموضوع كيف….
قام هاج… وطغى صوته بانفعال: لا انا ما هناي وبتاع، ما تقولو أنا كلما الاقي مزة، واتكلم معاها، معناها أنا بكون انتريستيد..
تدخلت قلت له “بي كوول”.. رووق.. اسمع كلام جانكوف ده.. النسوان الكبار ديل بشيلن عافيتك يا ولدي، خليك في البلي ده.. بعدين ابعد الصينيين ديل يوم يأكلوك كلب ولا ورل ولا تعاديك تقوم تكسر كرونا، نبقى في اسبتاليات.. ركز في ناس ابو خنزير ديل.. رد علي بثقه
This is a Corona hate speech!
ساد صمت مغلف بالحنق..
نطق من يأس: ياخ نزلوني هنا….
قلنا: دقيقة نمشي ناكل حاجة
اصر: لا بس نزلوني
جانكوف الصغير هامساً:
نزلو.. دي مواعيد البص البتسوقو الفات اولد وومان!ّ
………
يسمع صوت الباب يصفق بعنف.