نحو اقتصاد جديد

كنت قد تناديت قبل نحو عام و اثناء الحراك الجماهيري بضرورة إنشاء وتغذية اقتصاد الثورة بالدعم من الكافة وتم ذلك وكما نعلم وتابعناه يومًا بيوم ليس بسبب ما تناديت به او استجابة لما كتبت ولكن بنحو طبيعي وبتدفق، وبمشاركة ابناء وبنات السودان بالداخل والمهجر. عدت في تلك الأثناء الى السودان وشاهدت الاعتصام العظيم، ورايت بام عيني كيف تدفق المال وتوفرت الاحتياجات للمعتصمين من حيث لا ادري ولا يدري احد. حققنا التغيير بعلاته ونقصانه ولكن لم ننتبه الى ان الواجب لا يزال ملقيا على العاتق. عدم تحقيق اقتصاد التغيير واقتصاد الثورة هو النكبة التي صنعناها بايدينا بسبب المفاهيم الضارة التي صاحبت تولي راسين متنافرين للسلطة. انتظر الناس الحكومة المعدمة بان تتقدم ناسين انها حكومة تتكون وتتقدم نحونا بجيوب خاوية تستلزم الوقوف والدعم. ان معركة ثورتنا الان معركة اقتصادية وأعداؤنا يعملون ليل نهار على إفشالنا اقتصاديا و العمل على تسديد الضربات للمسؤولين وتقديمهم ككبش فداء. لا. نحن ادري وأقدر واعرف على نقدهم وأبداء الملاحظات المطلوبة لهم ولكن لن نسمح للخصم، للشيطان بالظهور بمظهر الحادب المهتم و بالنحو الذي يجوز له افشال الجهود للبناء على تواضعها . فالنقاوم مكرهم وتحايلهم ورغبتهم في صناعة الأزمات، ولنستيقظ وننتبه فالطريق لا يزال وعرًا و فادح الشقاء. ولنضغط بحساب وذكاء للقضاء والتخلص من اقتصاد النظام المنحل بما فيه الاقتصاد الأمني والعسكري. ولنعمل على إنشاء الاقتصاد الجديد بشتى الوسائل المتاحة. فليس هنالك ثورة باقتصاد قديم ورأسمالية منحازة الى ماضيها المضاد.