ندين في صحيفة “التحرير” الإلكترونية محاولة اغتيال رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك اليوم الاثنين (9 مارس 2020م) في أثناء ذهابه إلى مكتبه لممارسة مهام منصبه.
وتمثل
هذه الحادثة سلوكاً جديداً في الواقع السياسي السوداني تحاول أن تفرضه قوة غاشمة
ظلت تجثم على صدور الوطن 30 عاماً، أثبتت خلال ببرامجها وممارساتها أنها لا تنتمي
إلى الوطن السودان الذي عرف بتسامحه، وميله إلى السلام، حتى أصبح إنسانه مضرب مثل
في الطيبة وحسن التعامل مع الآخرين.
ولقد
كانت جرائم النظام السابق في حق المواطنين في دار فور وكردفان والشرق والشمال
والوسط، إلى جانب جرائمه التي تخطت الحدود سبباَ في وضع السودان في قائمة الإرهاب،
حتى أصبح المواطن يعاني نتبجة سياسات النظام الرعناء، وما زالت معاناته اليوم من
إفرازات تلك السياسات.
إن
محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء دليل على أن لا حدود لخسة أولئك الذين
تدثروا بالإسلام، وارتكبوا من الموبقات ما يتحيّر منه الشيطان، ولن يقف هؤلاء عند
حدهم ما لم يواجهوا بالحسم والحزم، والضرب على أيادي كل الذين أخطؤوا في حق الوطن
والمواطنين بكل قوة، لينالوا ما يستحقون من عقاب.
إن
الأجهزة الأمنية عليها دور كبير في كشف التآمر على الدولة السودانية التي نريد،
ولن تقوم هذه الأجهزة بدورها بكفاءة واقتدار إذا لم تتخلص من الطابور الخامس فيها،
من سدنة النظام السابق الذين لم يتم التخلص منهم بعد.
كما
أن على الأجهزة العدلية الإسراع في النظر في أمر قادة النظام السابق المحبوسين،
الذين يجب أن تكون محاسبتهم بأسرع ما يمكن، حتى ينالوا ما يستحقون من جزاء نتيجة
ما اغترفت أياديهم من آثام في حق الوطن.
إن أي تقاعس في بث الأمن والطمأنينة في النفوس يعني فتح الباب أمام المغامرين الذين لن تقف محاولاتهم ولن يهدأ بالهم إلا إذا قوضوا السلطة الانتقالية، وأعادوا البلاد إلى سلطتهم وتسلطهم، أو حولوها إلى أرض يباب، وهذا يعني أن تذهب تضحيات أبنائنا وبناتنا أدراج الرياح، وهذا لن يكون ما دمنا متسلحين بإيماننا القاطع بأن الثورة ستمضي إلى مرافئ الأمن والاستقرار مهما تربص المتربصون، وكاد الكائدون، وكان الشعب يداً واحدة لتفويت الفرصة على من يحاولون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
وعلى الإعلام الوطني أن يكون يقظاً وموجهاً إمكاناته إلى خدمة الأجندة الوطنية، ودعم السلطة الانتقالية، والاهتمام بالطرح الموضوعي الذي يمثل الوسيلة المثلى لاستشراف المستقبل، بمعرفة الحقائق، وبث الوعي، وإحباط كل محاولات التيئيس، وتثبيط الهمم، وتسرية روح الأمل والتفاؤل.