يقول الكاتب والروائي الفذ شكسبير في إحدي رواياته :
Time is out of Joint
أي أن الزمن مملوخ !!
وفي إحدي أغنيات شعراء البادية السودانية :
الطَبق البوخة
إيده عاقباه
جدله مملوخة ….. إلخ
أي أن الذراع قد خرجت من مقبضها ( الكوع ) ..
نعود لشكسبير ، خرج الوقت من مقبضه وأنفصل .. فقد شاقني الحديث في الوقت والعمر والسنوات التي مضت .. بدأت أفكر هذه الأيام في النهاية المحتومة.
اليوم كنت أجلس في مغسلة سيارات أنتظر دوري .. وكان تركيزي في عملية الغسيل بالماء تارة وبالرغوة مرة أخري وبالمنظفات والشفاطات .. ومر في خيالي لو أن غسيل الموتي كان بهذه الطريقة وتلميع الأرجل التي سارت آلاف الأميال في نهاية الأمر كما تُلمع كفرات السيارة .. وفجأة تذكرت بيت الشعر الشهير :
يا أم عمرو جزاك الله صالحة
ردي عليً فؤادي مثل ما كان ..
فعادت إليً روحي وخيالي للوضع الطبيعي ..
هكذا دائمآ خيال ( الأولياء ) ، الولي الذي تربي علي رغد العيش سنين عددآ وأصبح فقيرآ لله .. كان سيدنا عمر رضي الله عنه علي وجهه خطان أسودان من كثرة البكاء ، بكي من خشية الله ، وبكي من فداحة العبء ، وبكي من الوحشة بعد موت الرسول الكريم وصديقه أبو بكر .. ولكن الذي كان يبكيه أكثر أنه كان يتخيل سلوك بعض الأسلاميين بعد الف وخمسمائة عام .. ففجأة عدت لخيالي الأول .