فإن ارتعبت من الطغاة وجدتهم
وثبوا عليك بشهوة المستأسد
فأغضب إذا غضبوا فإن نيوبهم
تخشى قراع الغاضب المتوقد
في ظل مجلس سيادي أقعدته روماتيزم السياسة وحمى الواقع المتصدع و أداء حكومي ضعيف حد الهزال وسلحفائي حد التوقف و وضع إقتصادي هش حد الإنكسار يهرول المواطن لاهثا من صف لآخر …
صرخ كثيرون وا ثورتاه بينما سقط آخرون شهداء برصاص الخبز و أعيرة الغاز واختنق البعض بغاز الاسعار المسيل للجيوب وجرحى الإحباط ضاقت بهم البيوت والطرقات والساحات.
لقد تهاونت الحكومة مع المتلاعبين بقوت الشعب وتركت الحبل على القارب فأمسك به من يتحينون الفرص ويعملون ليل نهار على إجهاض الثورة. اولئك هم أزلام النظام البائد وجحافل الطفيليين الذين أثروا ثراء فاحشا في غفلة من الزمن ومازالوا يستغلون الازمات ويمارسون الإنتهازية في أبشع صورها ويخرجون ألسنتهم إستهزاء بالثورة ورموزها.
واللذين على قلوبهم أكنة وفي آذانهم وقرا مازالوا في غيهم سادرون. قاتلي الأنفس البريئة وسارقي قوت اليتامي والمساكين قد عادوا إلى غيهم القديم باستغلال منابر المساجد لإثارة الناس بحجة أن الدين في خطر وأن الدولة تسير في طريق التفسخ و الإباحية.
حتى متى يستمر هذا الحال؟
سؤال عدم الإجابة عليه ” تتاور “ألما يلامس عصب النفس المطمئنة فترتد نفسا لوامة!!
والأكثر ألما أن وعود المسؤولين لحل الازمات الحالية جلها قد تبخر والناس كأنهم سكارى وما هم كذلك ولكن الأزمات تتوالى هندسيا ومداخيلهم تتوالى عدديا !!
اكوام النفايات على الطرقات غطت على الاسفلت في مناطق كثيرة. و ” الكوش ” داخل الأحياء تخرج أثقالها لناشطي “حنبنيهو ” ودخان حرق الاوساخ يتصاعد وسط الاحياء ولا عزاء لمرضى الربو والحساسيات..
سيارات نقل الاوساخ تأتي مرة في الشهر داخل الاحياء. وطوابير الذباب آناء النهار وأرتال البعوض بالليل تعزف سيمفونية السهر الأليم.
لقد عيل صبر المواطن بطوابير الخبز التي اصبحت روتينا وصفوف البنزين وكانت ثالثة الأسافي إنقطاع الكهرباء المبرمج ولا عزاء للطلاب الممتحنين لشهادتي الأساس والثانوي.
زحام في الطرقات بسبب الوقوف على جانبي الطريق و الحفر التي تلاحقك أينما يممت سيارتك وفوضى الرقشات وصفوف الوقود اللا متناهية التي اقتطعت جانبا من الطريق.
ادارة المرور غائبة تماما فنتج عن ذلك فوضى في الشوارع وزحمة غير مسبوقة واصبح التوقف ليس على جنبات الطريق بل على الطريق نفسه والركشات تصول وتجول واصبح المسار الايسر حكرا عليها والحفر تمد لسانها للسائقين وتحد من سرعة السيارات. فهل ردم الحفر وتواجد رجال المرور بالطرقات يكلف اموالا طائلة تقف حجر عثرة في طريق فك الإختناقات المرورية الحادة !!؟
جموع من المواطنين واغلبهم طلاب سيماهم في وجوههم من أثر التعب والمعاناة زرافات و وحدانا يزحفون سيرا على الاقدام يساورهم أمل ان يتوقف لهم اصحاب السيارات الخاصة. فلا امل في مكان في بص او موضع قدم في حافلة.. والحافلات اراها بام عيني متوقفة على جنبات الطرق وداخل الأحياء.
ليلة امس واول امس مجموعة من الاطفال اشعلوا الإطارات في قلب شارع المعونة وعطلوا حركة المرور ولا شرطة ولا لجان اعترضتهم. حاولت جاهدا اوضح لهم ان هذا خطر عليهم قبل مستخدمي الطريق فما وجدت عندهم غير البحلقة في وفي اللا شيء!! فمن يدفع بالاطفال للمحارق وأين أنتم يا رجال الشرطة ويا لجان الحرية والتغيير !!؟؟
الوضع العام متأزم بكل ما تحمل الكلمة من معنى ومخجل لأنه في مجمله إخفاق إدارات وليس شح إمكانات.
وإن لم يتم تدارك الامر في غضون الإسبوعين القادمين وبأسرع ما يمكن فستزداد معاناة الموطن إلى الحد الذي سيفقده تماسكه وصبره الحالي وسيتيح ذلك فرصة ذهبية لإختلاط الحابل بالنابل وسيزداد الفتق على الراتق وحينها لن يجدي البكاء على اللبن المسكوب.
فيا حكومة الثورة الفتية ويا قوى الحرية والتغيير افيقوا واستفيقوا قبل فوات الأوان. وراجعوا الأداء و قوموا المعوج .فليس العفريت هو الذي أتى بعرش بلقيس بل الذي عنده علم من الكتاب..
نطالب بالآتي عاجلا غير آجل ودون تراخ :-
١/ ارفعوا الدعم عن البنزين فقد بلغ سعر الجالون في السوق الموازي ٥٠٠ الف. وكل من يقف ضد رفع الدعم عن البنزين يمارس إنتهازية سياسية واضحة المعالم والاهداف
٢/ اضربوا المتلاعبين والمتاجرين في الدقيق والسكر والمواد البترولية بيد من حديد واصدروا تشريعا يعاقب بالمؤبد والاعدام على ان تشكل محاكم خاصة و فورية وذلك بعد إمهال الجميع فترة اسبوع لتسليم ما بحوذتهم من السلع المذكورة للحكومة
٣/ إنزال شرطة المرور لضبط الحركة في الطرقات والتشديد على فرض رسوم مخالفات رادعة ومراقبة ذلك بسرية وبكاميرات خفية
٤/ تخصيص طلمبات لحافلات المواصلات العامة وعدم صرف بنزين للحافلات التي لا تعمل في خطوطها واحكام مراقبة ذلك وسحب ترخيص الحافلات التي لا تعمل.
٥/ عدم صرف بنزين للسيارات الخاصة الغير مرخصة حتى يتم ترخيصها
٦/ رفع الدعم كليا عن الدقيق ودعم الخبز المنتج لكل فرن واستحداث آليات لمتابعة ورصد ذلك.
٧/ توجيه البنوك لتسهيل قروض ميسرة للمواطنين لاستيراد مخابز حديثة ذات انتاجية عالية
٨/ ردع كل من يروج للإشاعات او ينشر ما يهدد الامن ويروع المواطنين ومن يروج لأخبار كاذبة إقتصادية كانت أم سياسية.
٩/ مراقبة منسوبي النظام البائد ورصد تحركاتهم وإجتماعاتهم وإقالة كل من يتهاون او يعرقل خطط الحكومة للإصلاح.
١٠/ تطهير الأجهزة الامنية وتغيير مدراء الإدارات والضباط المتقاعسين عن أداء واجبهم. وتكثيف تواجد الدوريات الأمنية في الشوارع والاحياء.
*نسأل الله الرحمة والمغفرة لمن مهروا الثورة بدمائهم الزكية والتحية لشباب الثورة الطامحين الذين ليس لبحر أمانيهم ساحل ولا لمركب تطلعاتهم مرسى وما زالوا قابضين على جمر القضية في إنتظار الصباح الأرغد.
الخرطوم – ١٢ مارس ٢٠٢٠