هناك أسطورة قديمة تحكي عن خروج مرض خطير من بلد ما بعد موت كثير من المواطنين، هاجمه بعض الذين قابلوه في الطريق ولاموه لأنه تسبب في موت المواطنين وخرج لينشره في بلاد أخرى .. فقال لهم المرض: صحيح أنني تسببت في موت بعضهم، لكن هناك كثيراً منهم ماتوا من الخوف والوهم.
تذكرت هذه الأسطورة والعالم اليوم يواجه تحدياً خطيراً لمحاصرة انتشار فيروس لئيم تسبب في موت كثير من المواطنين في مختلف بقاع العالم، وللأسف بعض المسؤولين والحكام تحدثوا في خطب عامة معلنين أنه لا مفر من موت أعداد كبيرة بسبب هذا المرض، بل بالغ بعضهم وحدد نسبة مئوية من المواطنين الذين سيموتوتن حتماًَ!!.
ليس معنى هذا التقليل من خطورة فيروس كورونا الذي انتشر بصورة مقلقة في كثير من بلاد العالم، إلا أن ذلك لا يبرر الهلع الذي أصاب بعض المواطنين الذين تكالبوا وتشاجروا في البقالات العامة جرياً وراء شراء بعض المستلزمات وتخزينها تحسباً لاحتمال إعلان الحظر.
في البدء نحن على يقين تام بأن الحياة باطلة، وأن الموت حق، وأنه سبيل الأولين والآخرين، لكننا نؤمن أيضاً بأن أقدار الناس مسطورة منذ الأزل، وأن ملك الموت يقبض أرواح الذين كتب عليهم الموت، بغض النظر عن مرضهم أو تحصنهم في بروج مشيدة.
مرة أخرى نؤكد أن هذا لا يجعلنا نقلل من خطورة هذا الفيروس اللئيم الذي يجتهد العلماء والباحثين في مختلف بلاد العالم لمحاصرة انتشاره، وقد نجحت الصين الذي بداً المرض ينتشر منها في محاصرته لدرجة تؤكد إمكانية علاجه.
عندما توجهت لصلاة الجمعة أمس بمسجد قالوبلي بأوبرن بسدني لم أكن التوقع حضور المصلين بذات النسبة المعهودة، لكن بحمد الله كان عدد المصلين كالعادة داخل صحن المسجد وفي المساحات العليا وفي خارجه، وجاءت خطبة الجمعة ليذكرنا الإمام فيها بالنظافة التي هي من صميم الإيمان، وكيف أن الوضوء بأركانه المعروفة خمس مرات في اليوم يسهم في المحافظة على نظافة الإنسان وطهارته.
بقيت كلمة ضرورية لكل المواطنين، فالحذر واجب ولابد من تجنب كل ما قد يتسبب في إلحاق الضرر بهم والالتزام باتباع الإرشادات الطبية وإجراءات الوقاية الصحية التي من بينها الحرص على غسل اليدين بالماء والصابون أكثر من مرة في اليوم، وعدم تعريض وجوههم للمس خارجي، والتأكد من نظافة أيديهم عند الاضطرار للمسها.
أذكركم ونفسي بالمثل السوداني المحشون بالإيمان والحكمة : “المرض ما بقتلو زول”، نسأل الله السلامة لكم ولنا ولكل الناس في جميع أنحاء العالم.