حملت بعض الصحف خبرا يفيد بأن حزب المؤتمر الوطني أقام فعالية سياسية في قلب الخرطوم ، خاطتبها كوادر سياسية من الحزب المحلول !! هذا الحزب صدر قرار بحله من لجنة إزالة التمكين، ومنع نشاطه السياسي ، وها هو يظهر للعلن متحديا الثورة والثوار والحكومة الانتقالية والأجهزة الأمنية والقانونية !!
انه زمان المهازل ان تبذل الجماهير التضحيات العظيمة من اجل الاطاحة بهذا الحزب واجراء حكم التاريخ عليه ، وتحله أجهزة الدولة الرسمية ، ثم يعقد هذا الحزب فعالية سياسية، في استهتار صارخ بكل ما قدمته الثورة من دم وعرق ودموع !!
اذا كان الطيب مصطفى مازال يكتب كأنه خال الرئيس الحالي ، اذا كان الهندي عزالدين ما يزال يسود الصفحات كأنه في صالون صلاح قوش، اذا كان غندور الذي يعرف رسميا في الفضائيات بإسم رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول يتمشى في شوارع الخرطوم !! فما الذي يمنع هذا المؤتمر الوطني من إقامة فعالية سياسية!!
اذا كانت كل ولايات السودان ماتزال تحت سيطرة العسكر وتحتهم يسرح ويمرح سدنة الدولة العميقة، فما الذي يمنع المؤتمر الوطني من الخروج في منتصف العاصمة ليقول ان قرار الحل مجرد حبر على ورق !!
اذا كانت معظم سفارات السودان حول العالم حتى هذه اللحظة تدار بواسطة من عينهم النظام البائد ، فما الذي يمنع الكوز أنس عمر من تمزيق قرار صادر من أعلى مستويات الدولة بحل حزب المؤتمر الوطني ، معلنا عن استمرار الهياكل الحزبية للحزب المحلول بولاية الخرطوم في أداء مهامها !!
حزب المؤتمر الوطني ( ما غلطان ) ، مادام عناصره تسرح وتمرح في مؤسسات الدولة داخل وخارج السودان أمام سمع وبصر لجنة التأمين وحكومة الثورة ، فما الفرق الذي تشكله مجرد فعالية في هواء الخرطوم الطلق !!
قرار حل حزب المؤتمر الوطني هو قرار رحيم ، أكثرية الثوار كانوا يطلبون بالحل والعزل السياسي معا . استهتار كوادر حزب المؤتمر الوطني المحلول بقرار الحل قد يستدعي للواقع المضي قدما في تطبيق العزل السياسي ، وذلك في حالات بعينها تستهدف من لا يلتزم بقانون الحل من القيادات والكوادر ، ومن يواصل ممارسة النشاط السياسي باسم الحزب المحلول رغما عن قرار الحل ، كما حدث بالأمس .
الحزب المحلول نال فرصته كاملة في حكم السودان ولو كان يملك شيئا صالحا لقدمه، قدم فقط الحرب والظلم والكبت والقهر ، لذلك ذهب إلى مذبلة التاريخ تشيعه اللعنات ، وعلى كوادره ان تعتذر لا ان تكابر، ان تطلب السماح لا ان تتحدى ، فهذا الشعب لا ينسى ولن يغفر لمتكبر ومتحدي .
الاستهتار بخطورة كورونا مكلف جدا ، وكذلك الاستهتار بتطبيق قوانين لجنة التفكيك ، كليهما قاتل ، أولهما قاتل للانسان والثاني قاتل للثورة . الذين نظموا وتحدثوا في هذه الندوة ان ظلوا بلا عقاب ، في ظل تحديهم لقانون رسمي فعلينا أن( نشيل الفاتحة ) على القانون و العدالة الثورية.
Sondy25@gmail.com