لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب..
اقول لهؤلاء انتهى الزمن الذي لا تمثل القوى السياسية فيه الا منصات للكلام والترف الفكري.. الوطن لا يبني بالكلام والمظاهرات في الشوارع وإنما يبني بتقديم الرؤى وبالعمل على الأرض..
لو أن كل حزب في السودان من بين المائة حزب حدد يوما لتنظيف شوارع العاصمة أو اسبوع للتشجير أو لدعم مزارعي المشاريع التي دمرتها الإنقاذ أو لرفع معنويات وزراء الحكومة الانتقالية وتبصيرهم، لتقدمنا إلى الأمام.
وكما أننا نحتاج أن نصحح ما خربته الإنقاذ ومايو سيئتي الذكر فإننا نحتاج أن نعيد النظر في تجارب القوى السياسية السابقة وفي مناهجها التي كان لها دور في فقدان الوطن للديمقراطية.. يجب على الأحزاب تقترب من الشعب وأن تهتم بهموم الناس وان تكون لها رؤى ومؤسسات تعمل في دعم التغيير الاجتماعي وفي تقديم الخدمات..
ان مفهوم الأحزاب هي مواعين فقط للكلام والحوارات الداخلية هو مفهوم استفذاذي للملايين المطحونين بهمومهم اليومية والذين لا وقت لهم للكلام ولا تهمهم المشاريع التي على الورق.. في حال استمرار هذه المفاهيم فإن هذه الملايين ستكفر بالديمقراطية التي لا توفر الخبز والوقود وسيمثلون دعم استراتيجي دائم للنظم القهرية والدكتاتورية..
على القوى السياسية أن تدعم حكومة الثورة دعماً حقيقيا وتتصدي لاحتياجاتها حتى لا تنكسر وتسقط لانعدام الوقود والغاز والخبز..
وما المشكلة إذا ذهب الحزب الشيوعي إلى روسيا(هذا اذا كانت روسيا مازالت شيوعية) ويوفر للوطن كمية من القمح والغاز والوقود والدواء.. وما العيب إذا استطاعت الاحزاب الإمبريالية إقناع أمريكا برفع عقوباتها عن دولة السودان.. وما فائدة هذه الأحزاب إذا لم تستطيع أن تستفيد من علاقاتها وامتداداتها الدولية..
ألم يدعم الاتحاد السوفيتي نميري في قتل السودانيين في ابا وودنوباوي.. ألم تدعم مصر العروبية نميري في ذات الهدف الم يدعم القذافي قوي المعارضة في حربها لنميري.. لماذا حلال عليهم دعمنا كأحزاب وحكومات لنقتل انفسنا وحرام علينا أن نطلب دعمهم لنا لنحيا.
السودان يمر بمرحلة حرجة تنذر بسقوط النظام.. وعلى الجميع أن يساعد في دعم حكومة الثورة. وما هي البدائل العاجلة الممكنة والحكومة تكاد تسقط بسبب العجز..
اي سوداني قادر على دعم الحكومة الانتقالية لتحيا، مش بالكلام والهتاف الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ليفعل ذلك اليوم ولا ينتظر لبكرة.
نحن في حزب الأمة ندعم الانتقالية لأننا حريصون على استمرارر الديمقراطية وعلى نجاح الحكومة الانتقالية.. لأنها تواجه هجوم شرس من الكيزان ومن الانتهازيين الذي صنعتهم الأنظمة الدكتاتورية ومن بعض الخرافيين من القوى الصغيرة.. حزب الأمة يحرص على ترسيخ النظام الديمقراطي ويحرص على إنجاز، على الأقل، المراحل الأولى من المشاريع والأهداف القومية المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية، ويحرص على إعادة بناء الدولة، لذلك يدعم.
الكيزان يسعون للفوضى ويعملون لأشغال الحكومة عن المهام الأساسية حتى لا تواصل في إعادة بناء الدولة وفي مواصلة ضرب أوكار الفساد وفي تحقيق السلام والأمن الاجتماعي، والبعض بجهل ولا مبالاة يعينهم على مؤامراتهم، بل يتآمر معهم احياناً..
حزب الأمة له قيادة مشهورة ومحترمة محلياً وإقليمياً ودولياً وهو لا يبخل على وطنه بالتواصل مع الجميع من أجل دعم وحماية الحكومة الانتقالية ويعتبر ذلك في إطار مسئوليته الوطنية.. البعض لا يعلم عنه الإقليم أو العالم ولم ينشط الا في تخريب العلاقات السودانية مع دول العالم في إطار أجهزته السياسية الضيقة، ولذلك هم أكثر الناقمين والحاسدين لحزب الأمة على ما قام به من دور وطني سيحفظه له التاريخ.