الهدف: القاهرة- إيمان فضل السيد:
المأزق الانساني الخطير الذي تعرض له العالم جراء تفشي وباء كورونا، أجبر السلطات السودانية على اتخاذ بعض الاجراءات الاحترازية لمنع دخول وانتشار المرض بين المواطنين السودانين، وكان من أولى هذه الاجراءات قرار تعليق الطيران مع ثمانية دول موبوءة ضمنها مصر، واغلاق المعابر البرية بين مصر والسودان. لكن إلى أي مدى كان اغلاق المعابر في وجه ما يزيد عن 2 مليون مواطن سوداني متواجدون بمصر بحسب بعض الاحصاءات، منطقيا ومناسباً!.
لا شك في أهمية هذه الاجراءات وضرورتها لتجنيب البلاد مخاطر ما أصاب العالم من بلاء ولكن هل وضعت السلطات السودانية في اعتبارها الاعداد الكبيرة لسودانيين قدموا إلى مصر في زيارة قصيرة وفق ظروف استثنائية منها العلاج والتجارة وما إلى ذلك، ولا يملكون شروط ومقومات أى اقامة لفترة اضافية! بل وهل فكرت في رغبة اي مواطن متواجد خارج البلاد بالعودة على بلاده!.
ربما أن القرار المفاجئ باغلاق المعابر أصاب السودانيون المتواجدون بمصر بالذعر فلم يبدون اي رغبة في الالتزام به بل واستغل اصحاب الاتوبيسات الظرف فرفعوا تذاكر السفر إلى الضعف (من 600 جنيه مصري إلى 1200)، عندما وجدوا اقبال من المسافرين بحسب المدير التنفيذي لشركة نقل بري والذي أوضح ل”الهدف” قائلا “الاتوبيسات استغلت الظرف واصبحت تشحن المواطنون إلى موقف كرر في اصوان بضعف التذكرة ومن هناك يستغلون الاتوبيسات السودانية إلى معبر ارقين. وبعد مرورهم من المعبر المصري يعلقون بكميات كبيرة امام المعبر السوداني الذي تم اغلاقه ما دعا سلطات المعبر في نهاية الامر إلى فتحه والسماح لهم بالعبور.
الكثير من المسافرين عبر معبر أرقين اكدوا ل”الهدف” انهم يفضلون ان يعلقوا أمام المعبر السوداني على أن يلتزموا بالبقاء في مصر. بل وعبًروا عن امتعاضهم جراء قرار اغلاق المعابر الذي وضعهم تحت ظروف سيئة وهم لا يملكون خيارا اخر سوى السفر إلى اهلهم في السودان.
المدير التنفيذي لشركة وادي النخيل للنقل في افادة ل”الهدف” قال “أن البصات السفرية لم توقف رحلاتها إلى السودان ولم تستجب للقرار، بخلاف شاحنات النقل التي التزمت بعدم ارسال البضائع عبر المعابر البرية من وقت صدور القرار”. وذكر لنا ان احدى الشاحنات التي عبرت الى الحدود السودانية تم احتجازها ووضع سائقها في الحجر الصحي بالمرخيات.
اشارت الانباء أمس إلى وجود ما يفوق العشرون بصاً سفرياً محملا بالركاب، أمام المعبر السوداني في انتظار فتح الابواب لعبورهم واضعين السلطات امام الامر الواقع، فكان لابد من فتح الابواب لدخولهم إلى الاراضي السودانية في الوقت الذي لم يتم فيه اي اجراءات للحجر الصحي بالمعبر. تحركت البصات المحملة بالركاب القادمين من مصر صوب دنقلا وواجهت اعتراض من السكان بدخولهم إلى دنقلا كذا واعترض سكان الدبة على دخول المسافرين إلى المنطقة او اجراء اي اجراءات حجر صحي بمنطقتهم.
وفق هذه الظروف الماثلة يشير مراقبون إلى اهمية أن تتخذ السلطات السودانية قرارات سريعة تجد من خلالها حلاً وسطاً لدخول رعاياها القادمين من مصر عبر معبر ارقين البري وذلك بتحديد عدد معين من البصات يوميا بحيث لا يتجاوز العدد امكانية ايجاد ظروف للاجراءات الطبية من كشف وحجر صحي مع ضرورة توفرها لمجابهة الخطر القادم من هذه الثقرة التي يصعب اغلاقها.
تؤكد المعلومات انه لا يخلو يوم واحد على ما يزيد عن الستون بصاً سفريا ً من وإلى القاهرة عبر معبر ارقين، كل بص يحمل حوالي أربعون مواطن ومواطنة. كما أن هنالك أعداد مهولة لسودانيين يعملون بالمعبر وفي موقف كرر باسوان المكتظ بالعمالة السودانية، هؤلاء بعد اغلاق المعابر لن يكون لوجودهم في مصر أي أسباب ما يحتم رجوعهم إلى وطنهم السودان عبر معبر ارقين البري ما يحتم على السلطات السودانية السعي في تجهيز مواعين صحية تستوعب هذا الكم الهائل من المواطنين السودانين وليس باغلاق المعابر في وجهوهم، إذ أن اي اجراءات تمنع من دخولهم ستزيد من احتمالية الخطر على البلاد وعلى المواطنيين السودانيين.
أين دور السفارة السودانية وسط هذه الفوضى! لماذا لا يلجا المواطنون إلى السفارة لايجاد حلول لهم بعد اغلاق العاب! ولماذا ايضا لم تتخذ السفارة اجراءات تحجم الفوضى التي احدثها اصحاب البصات السفرية! إذ من الممكن تحديد عدد معين من البصات للدخول عبر المعبر السوداني بالتنسيق بين السفارة ووكالات السفر يراعى خلالها ظروف المواطنون واهمية سفرهم وفي ذات الوقت تتاح الفرصة للسلطات من توفير الاجراءات الصحية بدقة وسلالسة على القادمين وتحاشي الاكتظاظ كما ويتم بذلك زوال حالة الزعر بتطمين المتواجدون بانه سياتي دورهم في الإجلاء.
عن “الهدف”