الأدب الروائي والسياسة ..صنوان يصطادان في مياه آسِنه ،إلا ان أدب الوباء اقل سفهاً من السياسيين،وان كانت حكايات أدب الوباء ،تضج بالسفه المضحك والفاضح ،في آن واحد، كما تناولته رواية (الديكاميرون) ،لجيو فاني بوكاتشو ١٣٥٣، وطبقاً لصحيفة ذا مليونز الإلكترونية ،فإن وجود أدب الوباء ليس مقصوراً على اسبابه ،بل قد تبحث قصص الوباء عن معاني أخرى ، داخل الحكايات ..فالأدب إصلاح لما يمثله (المرض)،وفقاً للروائي ألبير كامي في (الطاعون) ، ورواية (عيون الظلام ) للكاتب دين كونتز ١٩٨٩الطبعة الثانية ،التي اثارت كثيراً من اللغط ،حيث أشار فيها الكاتب الى فيروس كرونا ٢٠٢٠ ،واسماه (ووهان ٤٠٠) معقل الوباء الآن ، بعد ان كانت الطبعة الأولى تشير الى مدينة في الاتحاد السوفيتي ، وكأنما استخرجت الطبعة الثانية ،لتضمين الصين و(ووهان )مشيراً الى ان الوباء سيختفي سريعا كما ظهر فجأة ،ليعاود الكرة ٢٠٣٠ ، (وكذب المنتمون ولو صدقوا )،يختفي بعدها الى الأبد ،واختلطت السياسة بالاقتصاد ،من خلال هذه الرواية ،بما يحدث الآن من تراشق ،بين الصين وامريكيا حول صناعة الفيروس ،ومحاولة كل دولة ،إصدار شهادة منشأ للوباء،أو المخالطة من خلال أحد شخصيات الرواية ، حامل الفيروس المصنع ، من الصين يحوم حول حدود الولايات المتحدة ،ليظل السؤال حائراً ؟ بين نظرية المؤامرة ،والتسليم بقضاء الله وقدرة ،وفي الحالين، الأمر لله ،من قبل ومن بعد ، وإياه نسأل ان يحفظ البلاد والعباد ،من وباء اربك العالم ،بإصابته لأكثر من ١٩٠ الف ووفاة ٧.٥٠٠الف ،ومازالت تداعياته، تنحر في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية،حتى اصبح المانشيت العالمي ،ومن الاعمال الأدبية التي أفرزها الوباء ،(الموت الأحمر) ،لماري شيلي الرائدة في هذا المجال، وكذلك رواية المحطة الأخيرة Station Eleven – لايميلي جون ،ويتفق فتحي امبابي في روايته (مستعمرة الجذام) وفقاً لقراءة تحليلية، مع الآخرين في البحث عن معنى آخر للوباء ، يقترب من الأسطورة ..مسكونة بروح العبث، في مزاوجة ملحوظة مع غوغاء السياسة،في زمن (المسخ)،والانتقاد الساذج..الذي لا يستصحب الواقع وخلفية المسرح،مسخ أحلام المواطنين والشباب والكنداكات ، مسخ الشعارات والثورات ..كما يفعل المغبونون وأصحاب الغرض ،خلف المسرح،من تبخيس لثورة (القرن)!؟