لم أعلم بانتقاله من هذا الفانية إلى الدار الاخرة إلا بعد أن أخبرني زوج كريمته شهير أحمد بأن أسرته بصدد إعداد كتاب عن سيرته المهنية والمجتمعية.
دعاني شهير للمساهمة بالكتابة بما أعرف عن الفقيد لتضمينها في هذا الكتاب، بعدها اطلعت على خبر التأبين الذي أقامه له قطاع الثقافة والإعلام بوزارة التربية والتوجيه يوم (28 فبراير 2020م) في مسرح مدينة كوستي.
تحدثت في حفل التأبين الدكتورة فايزة حسين مدير قطاع الثقافة والإعلام المدير التنفيذي لمحلية قلي عن تأريخه المهني ونشاطه المجتمعي في النيل الأبيض وسط حضور نوعي من الإعلاميين والصحافيين وقادة المجتمع المدني وعدد كبير من مواطني كوستي.
كان الفقيد أحد مراسلي صحيفة “الصحافة” ضمن كوكبة من المراسلين من مختلف أقاليم السودان أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: عمر المبارك من عطبرة وأبوفايز من مدني ومحمد عبدالماجد من الدويم، وكانت الصحافة وقتها منبراً قومياً أسهم في تحريرها صحافيون من جميع أنحاء السودان، أذكر منهم على سبيل المثال: سايمون مجوك وسلفاتور دينق وجون كوال دينق ومشار وقير تور من أبناء جنوب السودان قبل أن تحل جائحة الإنقاذ فتصيب بفيروسها غالب المؤسسات الإعلامية والصحافية.
لم يكتف سدنة جهاز الأمن في عهد الإنقاذ في التدخل في شؤوون “الصحافة” التحريرية بل قتلوها مع سبق الإصرار والترصد منذ أن نفذوا عليها مشروعهم السياسي المغرض”الشراكة الذكية” إلى أن دبّ الخلاف بين الشركاء على المصالح والأطماع وكانت النهاية القاتلة بإغلاق أبوابها في خواتيم عهد الإنقاذ.
كان فقيد الصحافة والنيل الأبيض حسن كريا مراسل الصحافة من كوستي، وظلّ يغطي كل الأنشطة السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية والفنية والمجتمعية بالنيل الأبيض في مختلف مجالات التحرير الصحافي.
كان حريصاً على المهنية والموضوعية والتغطية الميدانية حتى أصبح بحق سفير النيل الأبيض في بلاط صاحبة الجلالة الصحافة.
امتدت علاقتي به خارج مكاتب الصحافة فوجدته طيب المعشر كريم الخصال حريصاً على بناء علاقات اجتماعية مع كل المواطنين من كل ألون الطيف الصحافي والمجتمعي قبل أن تفرقنا الظروف المهنية والمجتمعية.
تقبل الله فقيد الصحافة والنيل الأبيض حسن كريا بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهمنا واله وذوية ورفاق دربه وتلامذته الصبر وحسن العزاء. إنا لله وإنا إليه راجعون.