هناك كثير مما لا نعرفه عن بعضنا، نحن في العائلة الواحدة . لا نجد الوقت للتعارف العميق. لا نجد الطاقة التي تجعلنا نجلس ساعات وساعات لنتجاذب أطراف الحديث، وليعرف كل واحد منا كيف يفكر أخاه أو أخته.
جلسات الأنس مع كباية شاي أوفنجان قهوة تكشف كثيراً من أفكارنا التي غلفّها الصمت والسكوت. إذن لا بأس نجلس، ونستمع، ونحكي، ونقرأ، ونضحك كما كنا نشتهي دائماً.
الآن يتأكد لنا قول الله تعالى: عسى أن تكرهوا شيئاً، وهو خير لكم . فالكورونا، هذا الفيروس البائس الذي كرهناه، وكرهنا القيود التي فرضها علينا، هاهو يتيح لنا فرصة التعارف العميق مع أخوتنا وأخواتنا وأولادنا.
يتيح لنا فرصة التعلم من الكبار، وتعلم التواصل مع الأطفال. نقبع في بيوتنا، في صالة، أو ردهة ، أو غرفة، نتكلم، نداعب بعضنا، نتبادل القفشات، وتمضي أوقاتنا سعيدة كما لم نكن نتوقع .
ونكون بذلك كسبنا بدلاً من أن تفرض الكورونا علينا أتاواتها وشروطها .