الرئيس الأميركى دونالد ترمب يشعر بأن فايروس كورونا جاء خصيصاً (علشانه) لكي يهدد طموحه بدورة رئاسية ثانية. كلما تذكّر موعد الانتخابات يتحول إلى طبيب، ويشن غزواته الصباحية على تويتر ويطفح وعوده الزائفة. قبل يومين خرج على الناس بطبله وزمره يغني للكلوركوين دواء الملاريا الذى ألفناه فى السودان أكثر من الفول والتركين؛ على أنه العلاج الشافى لكورونا، ثم خرج علينا اليوم بخلطة مغايرة تشمل الكلوروكوين + اريثرومايسين قال انها الدواء المناسب للقضاء على كورونا.
و كل روشتة جديدة يعلنها ترمب يسميها (الوعد الكبير) دون مراعاة لكبار مسؤولي الصحة الذين يقفون خلفه في مؤتمره الصحفي، والأدهى ان المسؤول الأول أنتوني فوشي الذى يوجد معه على الدوام لا يتوانى عن تحذير الناس بعدم استعمال أدوية ترمب كونها مجرد كلام وغير مجازة !!
من الواضح ان ترمب بعد أسابيع من التهوين، وعلى وقع الانتقادات الموجهة إليه يسعى إلى تعديل لهجته ازاء فايروس كورونا لإظهار أنه يأخذ الأمر بجدية، لكن حاله كمن جاء ليكحلها فعماها.
في أحدث استطلاع قال معظم الأميركيين إنهم لا يثقون فيما يسمعونه من الدكتور ترمب بخصوص الوباء!!
منطق ترمب مع كل دواء يدعو إلى صرفه على مرضى كورونا التعساء نابع من غريزة التاجر، وهو لا يخفى ذلك، إذ يقول مع كل وصفة ماذا سنخسر إذا جربناها، وأنه يشعر بالرضا حيال ذلك الدواء !!
أنوي مساعدة ترمب بتقديم اقتراح لكى يتخلى عن الكلوركوين التافه، ويتمسك بفانسدار و كينين من أدوية الملاريا الفعالة لأنهما أثبتا نجاحاً منقطع النظير في السودان، وبعض المناطق الحارة، من يدري ربما يصدر الدكتور ترمب أمراً تنفيذياً يلحقني بموجبه تمرجياً في البيت الأبيض.
وفي كل الأحوال لا يصح مقارنة ترمب الذي يصرف للناس الدواء بالمخلوع عمر الكذاب الذي كان يصرف لهم البركاوي!