يكتسب هذا الكتاب أهميته بأنه تضمن عدداً من الدراسات الموضوعية التي تستهدف تقييم تجربة حكم الإنقاذ في السودان على مدى ثلاثين عاماً مع اجتهادات مقدرة لمواجهة تحديات مرحلة ما بعد إاتصار ثورة ديسمبر الشعبية.
الكتاب صادر عن دار آفاق جديدة للدراسات، وشارك في تحريره الأستاذ إبراهيم طه ايوب والدكتورة أسماء عبدالحليم، والدكتور إسماعيل وداي، والدكتور حامد التجاني، والدكتور حيدر إبراهيم، والدكتور سليمان محمد أحمد سلمان، والدكتور الشقيع خضر، والدكتور صديق الزيلعي، والأستاذ صديق عبدالهادي، والدكتور عمرو محمد عباس، والبروفيسور محمد الأمين أحمد التوم، والدكتور محمد محمود، والأستاذ ناصف بشير الأمين، والأستاذ محمد بشير أحمد “عبدالعزيز الصاوي”، وأشرف على تحريره صديق الزيلعي، وناصف بشير، وعمرو عباس.
لا أستطيع في هذه المساحة تناول كل ما جاء في هذا الكتاب الجماعي القيم، إنما سأكتفي باستعراض أهم القراءات النقدية خاصة تلك التي تتناول التحديات المستقبلية بعد انتصار ثورة ديسمبر الشعبية.
ركز الدكتور الشفيع خضر في ضرورة تأسيس مشروع الدولة الوطنية الحداثية، وقال: “إن ذلك لن يتحقق إلا توافرت جملة من الركائز والمقومات، مثل: الديمقراطية والإصلاح الديني وإصلاح المنهج التعليمي وحل قضايا القوميات”، وركز الاستاذ ناصف بشير في أهمية إعادة تأسيس دولة حكم القانون؛ موضحاً بأن سيادة حكم القانون واسترداد الديمقراطية وتأمين حقوق الإنسان ضرورة قصوى للعقد الاجتماعي بين الدولة والمواطنين والتنمية والسلام.
قال الدكتور عمرو محمد عباس: “إن وثيقة البديل الديمقراطي 2012م جاءت أكثر تطوراً من كل الاتفاقات السابقة؛ لأنها أكدت على أن الدولة السودانية دولة مدنية ديمقراطية” .. إلى أن وصل إلى إتفاق نداء السودان الذي وقع في خواتيم حكم الإنقاذ، وخلص الدكتور عمرو إلى أن “السودان على مشارف بناء دولة السودان الحديث، وتأسيس نظام جديد قائم على الديمقراطية التنموية والحكم المدني وفق رؤية سودانية”.
قال الدكتور محمد محمود: ” إن فشل نظام حكم الإسلامويين عزز إجماع السودانيين على أن الديمقراطية هي النظام الأمثل لحكم السودان”، وأكد الاستاذ ناصف بشير ضرورة إجراء إصلاحات واسعة وشاملة تتضمن تفكيك دولة اللاقانون، وإعادة بناء دولة القانون والسلام والديمقراطية.
ركزالبروفيسور محمد الأمين أحمد التوم قراءته في عمق أزمة الاقتصاد السوداني، وقال الأستاذ حاد التجاني: “إن السودان باع مستقبله في ظل حكم الاستبدبد والاحتراب والتمزق وفرط في العقد الاجتماعي، وأنه مع بزوغ فجر الحرية يحتاج السودان لاصلاح اقتصادي جذري يبدأ بتنفيذ برنامج الإسعاف الإقتصادي”.
وتناول الأستاذ السفير إبراهيم طه أيوب مستقبل علاقات السودان الخارجية في ظل نظام الحكم الديمقراطي.ا
لكتاب يتضمن قراءات نقدية مهمة لا تقل أهمية من هذه التي استعرضها، وأعتذر عن عدم تمكني استعراضها كلها في هذا الحيز من كلام الناس.