كنت ولوقت قريب من اكثر المعجبين باداء وزير الطاقة والتعدين دكتور عادل ابراهيم وكتبت في هذه الصفحة اكثر من مرة معجبا باداءه وبإعتباره احد الوزراء المميزين في كابينة الحكومة الانتقالية .
ولكن يبدو انني كنت مخطئا في تقديراتي .
اقول هذا بعد الاحداث التي صاحبت اعفاء مبارك اردول من وظيفته في شركة المعادن .. لا اود الحديث عن الاعفاء في حد ذاته فهي تقديرات متروكة لجهة الاختصاص وهم ادرى مني بمبرارت القرار . ساتحدث عن نقطتين :-
الاولى :
ماذا كان سيضير وزير الطاقة دكتور عادل لو اصدر بيانا شافيا واضحا لا لبس فيه عن اسباب قراره هذا ؟؟ لو فعل ذلك لكفانا شر هذه ( البلبلة) التي سادت وسط العامة عن اسباب الاقالة منهم من يقول لان اردول اختلس 20 مليار( شخصيا استبعد ذلك) ومنهم من يتحدث عن سيطرة ابناء النخبة والنيليين ( كما يسمونهم !!!) وابعاد ابناء الهامش وهذه النقطة بالذات خطيرة ومدمرة اكثر من فايروس الكورونا !!
وربما الذي يقودون فريه ابناء الهامش نسوا او تناسوا ان اردول من كردفان كما ان حمدوك نفسه من كردفان !! فالرجاء التوقف من ترديد نغمة ابناء الهامش وسيطرة ابناء النخبة .. السودان للكل وبالكل لافرق بين شماله وجنوبه ووسطه وشرقه وغربه ..
وعلى الذين يرددون هذه النغمة البيغضة ان يكتبوا اسماء اعضاء مجلسي السيادة والوزراء في ورقة ويراجعوا من اين ينحدرون او الى اين ترجع اصولهم .. عندها سيعلمون بهتان دعوته الكريه !!
النقطة الثانية :
هي تعيين اردول في وظيفة مستشار في قطاع التعدين بالوزارة !! وهذا التعيين كفيل بابعاد وزير الطاقة فورا وبدون تردد من الوزارة .
رجل مثل اردول قضى اقل من اربعة اشهر في وظيفته تحول فجأة الى خبير عالمي في مجال التعدين ويستعين به الوزير في وظيفة مستشار .. اي استخفاف بالثورة والثوار اكثر من هذا يا دكتور عادل ( قلنا عليك موسى طلعت لينا فرعون) .
نقولها لك بوضوح وبدون اي تجميل للكلام .. لا فرق بينك وبين اي وزير انقاذي مر على وزارتك طالما انت تفكر مثلهم وتتخذ مثل هذه القرارات الطفولية والعبثية .
هذه الثورة اعظم ثورة مرت على تاريخ السودان ولكن مثل هذه الاداء المرتبك و الضعيف سيكون سببا في ضياعها وستلاحقكم لعنات الاجيال القادمة لأنكم فشلتم في ادارتها وفشلتم في تحمل الامانة الملقاة على عاتقكم ( قال مستشار قال ) .
نفس وضع اردول ينطبق على استيفن الذي تم تعيينه وزير دولة بوزارة العمل وبعد اقل من شهرين تقدم بإستقالته وعاد الى من حيث اتى لانه لم يجد اي مهمة في انتظاره في الوزارة .
من الذي يتحمل كل هذه الاخفاقات و( الدربكة) هل هي مركزية قوى الحرية والتغيير ام حمدوك نفسه شخصيا ؟؟!!
اخشى ما اخشاه ان يأتي اليوم الذي نفشل فيه في الدفاع عن هذه الحكومة .
نحن نعلم حجم التحديات والمسؤوليات الملقاة على كاهل حمدوك ولكن ثقتنا فيك ما زالت باقية فلا تهز هذه الثقة بالترضيات التي تمارسها احيانا .. انت معك كل الشعب وكل القوة فلا تتردد في اتخاذ القرارات الحازمة والقوية والصادمة فليذهب دكتور عادل غير مأسوف عليه وليذهب كل من يفكر مثله لانهم اقل قامة من هذه الثورة العملاقة .
كلمتي الاخيرة لحمدوك …
ثورتنا عملاقة فلا تقزمها بأمثال هؤلاء
ولا نامت اعين الجبناء
رمزي المصري