تتقطع أنفاس الدولة من أجل البقاء، وتحارب في كل الاتجاهات لتوفير لقمة عزيزة في ظروف اقتصادية موروثة، وتلملم أطرافها لحماية إنسانها من الكرونا، وفجأة يأتينا (صلاح عبد الخالق) ليفجعنا بتصريحات الفتنة وشق الصفوف !
لا نعرف الصفة التي يتحدث بها الرجل، ولا ندري كيف تطفو نماذج كهذه في الزمن الخطأ لتخلط أوراق اللعب، وتسهم في تشتيت الانتباه.
حتى الصحف التي تعيش الآن حالة حرية غير مسبوقة .. تتنكب الطريق حين يتهاوى بعضها في مواقع الإثارة وعينها على المبيعات، كما أن الثورة المضادة ترسم ابتسامة ماكرة وهي تتلذذ بالأزمات، والأبواب مشرعة على مصاريعها لمن يزايدون بالشعارات الدينية والمعزوفات الجهوية، والطبول العرقية، والهدف النهائي أن تتعثر الثورة وتسقط قبل اكتمال أهدافها.
ما لا يعرفه الحالمون بعودة الفساد والمفسدين أن الثورة ستظل محمية بالشارع، وأن الخطوات تسير للأمام في وضع ملامح السودان الذي نريد، وأن أعتى عقبات التواثق على الوطن الآمن العادل المستقر تتهاوى الآن على كل الأصعدة الداخلية والخارجية.
لسنا ننتظر أن يتحول السودان في شهور إلى مدينة إفلاطونية، فالطريق طويل وشاق، والأزمات ستظل بين ظهور واختفاء، لكن الإرادة الثورية متوهجة، ولن تفلح بعض البثور في تشويه وطن وإنسان وثورة لا شبيه لها.
تصريحات صلاح عبدالخالق المستفزة، وكتابات بعض الأقلام التي نعرف انتماءاتها ومراوغاتها ووجوهها المتلونة .. ستظل كلها غثاء .. لأن تيار الاستنارة أصبح مستعدا لجرف المتكئين على تغييب الوعي وخداع الناس.
انطفأت شمسكم أيها الحالمون !