أعلنت وزارة الصحة عن اكتشاف حالتين مؤكدتين جديدتين لكورونا بالسودان ليبلغ مجمل الحالات خمسة حالات ، الحالتان بالخرطوم ولمواطنين قادمين من الخارج قبل أسبوع تقريبا !! الآن لم يعد هناك وقت لاضاعته في التهاون والاستخفاف بهذا المرض .
يجب على السلطات إغلاق العاصمة الخرطوم فورا ، ( لا داخل لا مارق ) ، وداخل هذا الإغلاق إغلاق الأحياء التي سكنت فيها الحالتان أعلاه واختلطت فيها بالناس ، مع عزل منزلي مراقب لكل من اختلط معهم خارج إطار هذه الأحياء، ولا يكون الدخول والخروج الا في الحالات الضرورية وباذن من الشرطة والجيش الذي يوزع نقاط حراسة ومراقبة حول المدينة وحول الأحياء المغلقة .
هذا التدبير الاحترازي يجب الشروع فيه فورا لحماية للوطن من خطر هذا الطوفان الذي أصبحت الحالات فيه بعشرات الآلاف يوميا في دولة واحدة هي أمريكا، وبلغت الوفيات في اليوم الواحد قرابة الالف شخص في اسبانيا وإيطاليا ، ولذلك هذا مرض خطير وفتاك ولا يجب التهاون معه اطلاقا . لانه اذا انتشر فلن تستطيع دولتنا السيطرة عليه ولا تملك اي إمكانيات لذلك .
واضح ان إغلاق المطار كان ثغرة كبيرة جدا ، وأن السلطات لم تغلقه بالصورة اللازمة ولم تفعل طريقة الحجر الصحي الالزامي لكل وافد من الخارج ، وها هي الحالات تظهر وقد تكون هناك حالات أخرى خفية لا يعلم عددها وكميتها الا الله تعالى .
على السلطات ان تغلق مطار الخرطوم تماما ، لا يسمح بدخول اي شخص من الخارج مواطنا كان ام غير مواطن، وعلى الدولة أن تساهم مع المواطنين العالقين في تحمل بعض تكاليف وجودهم في الخارج ، أما المخاطرة بفتح المعابر لهم فقد أثبت انه أكبر خطأ ارتكبته الحكومة الانتقالية ولو كان هناك مجلسا تشريعيا لتمت محاسبة كل من وجه وأصدر تعليمات لفتح المعابر من المسؤلين ، فالكارثة التي قد تكون حلت بالبلاد نتيجة فتح المعابر ستكون كارثية للحد البعيد اذا لم تشرع الدولة فورا في إغلاق الخرطوم ، وفي تتبع كل العائدين من الخارج خلال الفترة الماضية وعزلهم وتقييد حركة كل من اختلط بهم لمدة لا تقل عن اسبوعين .
لا نملك اي وسيلة غير هذا الإغلاق الآن في مواجهة هذا الخطر ، إغلاق العاصمة و اعلان حظر تجول شامل يبدأ عند الثالثة ظهرا سيكون هو الطريقة الأفضل في إيقاف هذا الفيروس الآن، لا مجال للتهاون ولا مجال للقرارات العاطفية ولا مجال للقرارات الضعيفة ، هذا وقت اتخاذ القرارات الشجاعة والصعبة من أجل المحافظة على حياة الناس.
إغلاق شامل كامل لكل حركة بين المدن لمدة شهر كامل يرافقه إغلاق داخلي للاحياء التي تظهر فيها الحالات هو طريقنا الصحيح لمحاربة هذا الوباء .
وزارة الصحة عليها ان تعد مستشفيات متخصصة للتعامل مع كورونا ، خاصة باستقبال المصابين فقط ولا تستقبل أي حالة أخرى لأي مرض اخر ، توفر للتيم العامل فيها كل أدوات السلامة والحماية ، وتستخدم فيها أقصى درجات مكافحة العدوى وتطبق فيها المعايير بصورة صارمة تمنع انتشار المرض خارجها .
نمر بمرحلة عصيبة سلاحنا فيها سيكون الوقوف مع بعض ، واتباع الاحتياطات واحترام القوانين التي تصدرها الدولة ، أي تفريط وتهاون لا يعني الا الطوفان .
sondy25@gmail.com