بعيدا عن عمل اللجان خاصة اللجنة العليا لإدارة الأزمة الاقتصادية الموروثة من عهد الإنقاذ وعن الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الانتقالية تحسباً لانتشار فيروس كورونا الذي أقلق العالم أجمع لابدّ من استمرار اليقظة والحذر.
نقول هذا بسبب التحركات المريبة الظاهرة والباطنة لسدنة نظام الإنقاذ من العسكريين والمدنيين خاصة بعد اعلان حالة الطوارئ ليلاً، واستمرار المؤامرات والفتن والإشاعات والتصريحات المسمومة على الأخص من الموالين لنظام الحكم السابق من العسكريين لاستغلالها بليل في انقلاب عسكري بحجة تأمين البلاد من المخاطر والمهددات.
لا يكفي في ذلك الحماس النظري غير المجدي في مواجهة تحديات المرحلة الانتقالية انما لابدّ من تكثيف الجهود الرسمية والشعبية لدفع استحقاقات السلام الشامل العادل والإسعاف الاقتصادي وبسط العدالة ومحاربة الفساد عملياً على أرض الواقع.
يدرك كل الذين يعملون في الظلام من أجل التمكين لسياساتهم الفاشلة التي تسببت في تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي وحدت إرادة كل أهل السودان للثورة ضد نظام حكمهم بان الشعب لن يقبل عودتهم مجدداً.
لحسن الحظ أن جماهير الشعب بوعيها الذي أنجز ثورة ديسمبر الشعبية أصبح أكثر وعياً بما يحدث وقد توحدت إرادته ضد كل محاولات إعادة عجلة التاريخ للوراء.
إنهم خبروهم مثلما خبر أهل المنطقة التي ترشح فيها في أول انتخابات بعد الاستقلال، وكان من النظار الذين خدموا المستعمرين، ولم يقدم لهم اية خدمة.
إبان حملة هذا المرشح الانتخابية واجهه مواطن بسيط من أهله، وهو يعدّ المواطنين بأنه سيعمل لهم ويعمل ويعمل… بسؤال مباشر وهو ويقول :له انت يا فلان وقت كان القلم بيدك عملت لنا شنو هسه جاي تشحدنا نديك أصواتنا .. تلقاها عند الغافل.
لهذا لم يكن من المستغرب خروج المواطنين في مظاهرات ثائرة ضدهم وهي تهتف نموت بالجوع ولا الكيزان .. ومن حق هذه الجماهير أن تسألهم: ماذا قدمتم لنا عندما كان القلم بيدكم؟