لا يخفى على الجميع، بأننا نواجه في الوقت الراهن تحدياً كبيراً، وخطراً وشيكاً، بسبب فيروس كورونا. ولذلك يجب علينا أن نتكاتف جميعاً، وأن نعمل سوياً بكل جد وإخلاص للحيلولة دون انتشار هذا الفيروس الخطير في وطننا الحبيب. وفي هذا الصدد لا بد لي أن أشيد بالجهود الجبارة، والإجراءات الاحترازية المتميّزة، التي اتخذتها حكومتنا الانتقالية للسيطرة والحد من انتشار هذا الفيروس، وتحقيق الأمان والسلامة للمواطنين.
وبعد هذا الإجراءات الوقائية العديدة، يأتي دور المواطن، وأهمية تقيده الشديد بتنفيذ هذه الإجراءات، وتعاونه المتميّز مع مختلف الجهات ذات العلاقة للحد من انتشار هذا الوباء. بل يجب على كل فرد في ربوع وطني الحبيب أن يتحمل مسؤوليته الكاملة، فكورونا مسؤولية الجميع. ولذلك علينا جميعاً التعامل مع هذا الفيروس، وتداعياته البالغة الخطورة بأعلى درجات الحيطة واليقظة والحذر.
أبناء شعبي العزيز، أدعوك جميعاً بكل حب وتقدير إلى التعامل بوعي كبير، ويقظة تامة، وبدون أي استهتار، مع هذا الخطر قبل فوات الأوان. وعلينا أن نتذكر دائماً بأن معظم النار من مستصغر الشرر. ونظراً لعدم وجود علاج لهذا المرض حتى الآن، فيكون العلاج الوحيد هو الابتعاد على الازدحام، والبقاء بالمنزل.
وفي الوقت الذي أشكر فيه جميع الإخوة والأخوات العاملين بالقطاع الصحي، والذين يمثلون خط المواجهة الأمامية الأولى لهذا المرض، أنصحهم باتباع أفضل الطرق العلمية المطبقة حتى الآن في المستشفيات والمؤسسات الصحية العالمية، وهي تتمثل في تقسيم الطاقم الطبي في كل مؤسسة صحية إلى عدة فرق عمل، بحيث يكون كل (فريق عمل واحد متكامل) يضم هذا الفريق عدداً من الاستشاريين والأطباء والممرضين والفنيين والعمال، ويعمل هذا الفريق في وردية واحدة وبالتناوب، حتى اذا أصيب أحد من هذا الفريق لا قدر الله، يتم حجز أعضاء هذا الفريق فقط، ويتولى العمل الفرق الاخرى بالتناوب، وهكذا. فهذه تٌعتبر الطريقة النموذجة والمثالية حتى الآن والتي توصلت إليها المستشفيات الكبرى في الدول الأوروبية مؤخراً لتفادي إصابة جميع طاقم المستشفى وبالتالي يتم إغلاقه.
أسأل الله العلي القدير أن يحفظ الجميع بأمن وسلامة، وبصحة وعافية، وأن يحفظ وطننا الغالي من كل سوءٍ ومكروه. ونؤكد بأن مواجهة كورونا هي مسؤولية الجميع، وأن البقاء في المنزل هو سلاحنا الوحيد لمواجهة هذا الخطر، الذي نتمنى زواله قريباً إن شاء الله.