إسراء الشاهر
بعد النجاح الذي حققته الثورة في السودان بمشاركة غالبية السودانيات، بنسبة فاقت الرجال، ما زالت المرأة السودانية تواصل نشاطها الخدمي والمجتمعي لمجابهة كل المشكلات التي تحيط ببلادها. ومنذ أن أعلنت الحكومة السودانية ظهور حالات مصابة في السودان بفيروس كورونا، بدأت حملة توعوية على أرض الواقع وعلى منصات التواصل الاجتماعي بواسطة نساء سودانيات، يتم من خلالها نشر طرق الوقاية تحت هاشتاغ يدعو للجلوس في المنازل وعدم الخروج منها إلا للضرورة القصوى، ونشر طُرق صناعة المعقمات في المنزل ومشاركة فيديوهات تتحدث عن طرق الوقاية.
طبيبات، معلمات، صحافيات، خبيرات تجميل وربات منزل، شاركن في حملات عدة لمحاربة جائحة كورونا، معلنات وحدتهن في هذه الظروف بعد تعطيل أعمالهن الأساسية والتفرّغ التام لمحاربة المرض.
في ولايات السودان والقرى
وأطلقت يسرا حسن النيل مبادرة في مدينة الأبيض، بمشاركة زميلات لها، تهدف إلى نشر الوعي في ولاية شمال كردفان، وتعريف المجتمع بماهية جائحة فيروس كورونا عبر خبراء في المجال الطبي، إضافة إلى حماية المواطن ووقف الإشاعات وتوصيل المعلومات الصحيحة.
وتقول سلمى علي الريح، إحدى المتطوعات في المبادرة لـ”اندبندنت عربية”، إن “خطتنا هذا الأسبوع هي تدريب 40 متطوعاً في منطقة بارا وتوزيع ملصقات توعوية في المدينة، إضافة إلى توزيع معقمات وتشجيع غسل الأيدي باستمرار، مع توزيع كمامات على العاملات في بيع الشاي وعمال المطاعم. ركزنا على القرى التي لا تصلها المعلومات وشبكة الإنترنت ونشرنا ملصقات توعوية هناك، وسنعمل على توزيع المعقِمات والصابون للأسر البسيطة. وهذا هو الهدف الأساسي الذي نقوم به، حيث يهمنا توصيل المعلومة ونشر الإرشادات للقرى البعيدة من المدينة التي تجهل المرض”. وأضافت سلمى أن “المبادرة مشتركة من رجال ونساء من المنطقة، ولكن جهد النساء ملحوظ لمحاربة الوباء، حيث ينشطن بكثافة سواء كان النشاط على أرض الواقع أو عبر منصات التواصل الاجتماعي”.
من التجميل إلى الاهتمام بكورونا
كذلك تنشط خبيرات التجميل السودانيات في مجال الأعمال المجتمعية. ومع تفشي وباء كورونا، نشرن فيديو توعوي خصوصاً أنهن مؤثرات ويتابعهن الآلاف. وأطلقت خبيرة التجميل سارة فقيري حملةً تحت عنوان “عشان صحتنا”، بمشاركة زميلات لها في المهنة، هدفها نشر الوعي وتقديم الدعم المادي للأسر المتضررة من حظر التجوال. وقالت خبيرة التجميل منية مجدي لـ”اندبندنت عربية”، إن “المبادرة تضم كل خبيرات التجميل في السودان، وهي فكرة الخبيرة سارة فقيري، الهدف منها تقديم دعم للأسر المتعففة عبر توزيع عدد كبير من المعقمات والكمامات، إضافة إلى نشر فيديوهات توعية بضرورة الالتزام بالحجر المنزلي وتقديم إرشادات وقائية لتفادي الإصابة بالمرض”.
لجان أركويت
في 13 مارس (آذار) الماضي، أعلن وزير الصحة السوداني أكرم التوم عن أول حالة إصابة ووفاة بفيروس كورونا، قابلها سكان منطقة أركويت بجدية، وتم إنشاء أول غرفة طوارئ لمجابهة المرض، ضمت عدداً كبيراً من النساء من مختلف المجالات والتخصصات الطبية والإعلام والغرافيك. وقُدِّمت خطة إسعافية استهدفت مناطق التجمعات في الموقف الإسلامي بشارع أفريقيا المزدحم، هدفت إلى توعية عمال المطاعم والعاملين في سوق الخيمة بحي أركويت. واُجري مسح ميداني للمناطق المستهدفة لتقديم الدعم بصورة صحيحة.
وقالت عبير عثمان، إحدى الناشطات في غرفة طوارئ أركويت، “استهدفنا الأفران والمساجد نسبةً لإزدحامها، وعملنا على التوعية داخل الأحياء. قبل أيام تكدس المسافرون في الميناء البري بعد إعلان الحكومة نيتها منع السفر داخل السودان، فقمنا بتقديم التوعية والإشراف على الناس، وعقمنا قسم شرطة الميناء البري، وحتى المساجين قدمنا لهم الإرشادات والمعقِمات. ونقوم في هذه الفترة بتدريب الكوادر الطبية بواسطة مختصين في الوبائيات”.
وتواجه المتطوعات السودانيات في هذه الفترة عدم تقبّل البعض للنصائح المُقدَمة لهم، حيث ما زال هؤلاء يعتقدون أن فيروس كورونا مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة، والبعض الآخر يرى في المانغو والليمون واللالوب والقرض (نباتات تستعمل لعلاج نزلة البرد) علاجاً ناجعاً.