كثيراً ما أقول ان حال الاقتصاد السوداني غريب وعجيب ولا تصلح معه كل النظريات الاقتصادية. شيء لا يصدقه أي عاقل.
سجل سعر الدولار عالمياً أدنى سعر له في العشر سنوات الأخيرة مقابل العملات الأخرى.
سعر البترول تهاوي الى ما دون العشرين دولاراً للبرميل، وذلك كأقل سعر يتم تسجيله منذ العام 2002م أي منذ نحو 18 عاماً.
غني عن القول إن كل ذلك بسبب فيروس الكورونا، والعالم كل مواجه بركود اقتصادي ستكون له آثار مدمرة لاقتصاديات الدول العظمي.
هذا ما كان من أمر دول العالم .. تعالوا نلقي نظرة لما يجري في السودان.
أرتفاع سعر الدولار بشكل غير مسبوق الى ان وصل اإى حافة ال 130 جنيها مقابل الدولار !!
العالم كله يشتكي من تدهور قيمة الدولار، ونحن نشتكي من ارتفاع سعر الدولار بشكل غير طبيعي!!
هل هناك اي تفسير منطقي لما يجري في سوق الدولار؟؟!!
هناك من سيقول إننا لا نمتلك ما نصدره لخارج السودان ليعود لنا ما نصدره دولاراً في خزائن بنك السودان ..
هذه الفرضية ورغم صحتها إلا أنها لا تعطيك الإجابة الكافية. كما ذكرت آنفاً أن كل دول العالم تعاني من ركود اقتصادي كبير، وهاهي أسعار البترول تتهاوي الى أدنى المستويات، وكذلك قيمة الدولار ..
إذن علينا البحث عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الانهيار المريع في قيمة الجنيه السوداني.
شخصياً أرى أن هناك حالات تزوير واسعة تجري للعملة السودانية وأن هناك مطابع تعمل في الخفاء لطباعة العملة السودانية وبالذات الفئات الكبيرة 500 – 200- 100 . ويتم شراء الدولار من السوق الموازي وبأي سعر. ولا أرى أي تفسير لما يجري خلاف ذلك.
وما يؤكد هذا الادعاء أن هناك عصابات يتم الكشف عنها بواسطة الشرطة، ولعل آخرها كان في نيالا بغرب السودان ولا يمر يوم إلا ونسمع قصص القبض على مجموعة تقوم بعمليات تزوير العملة.
وأغرب ما في الاأمر اننا نسمع عن عمليات القبض، ولم نسمع مطلقاً بأي محاكمة تمت لأي مجموعة تم إلقاء القبض عليها( انتو بتودوهم وين ؟؟!!)
من حق الناس أن تعرف من هم الذين يقومون بتدمير اقتصاد السودان، وأين تتم محاكمتهم وما هي الاأحكام التي صدرت ضدهم ؟؟!!
اعطونا مثالا واحدا فقط حتى نطمئن هناك العشرات بل المئات من الذين تم القبض عليهم خلال الأشهر الماضية!
وهل هناك عصابات دولية تقوم بهذه الجريمة، وبمعاونة من قوى الثورة المضادة ومن دول تسعي إلى تدمير اقتصاد السودان، وبالتالي ضرب الحكومة الانتقالية في مقتل..
كل هذه اسئلة مشروعة من حق هذا الشعب أن يجد لها إجابات شافية.
وأيضاً يجب ألا نغفل ايضا أن هناك قوى مضادة من عناصر النظام المباد تعمل بكل ما أوتيت من قوة بشراء كل دولار في السوق الموازي لإحداث الخلل في اقتصاد الدولة.
يبدو اأ شعار الشفافية التي نادى بها الثوار ومن أول يوم للثورة .. مازال فقط شعاراً دون تطبيق على أرض الواقع.
حمى الله شعبنا من الكورونا، ومن تجار الدولار.