فيروس كراون ذو صفات فريدة، وكلمة كراون معناها متوج. فهو متوج بكثير من الشرور لأنه سريع الانتشار والعدوى من أي اتصال حتى من بعد، والذي جعل خطره مريعاً الآن أن ثورة المعلومات والاتصالات جعلت العالم عبر فضائيات ووسائط التواصل الاجتماعي، ً متصلاً بصورة لصيقة للغاية.
هناك سبع نقاط سأدلي بها في هذه المناسبة:
أولاً: ضرورة الالتزام بالتعليمات الصحية والأمنية الرسمية لأنها صائبة ويرجى الالتزام بها.
ثانياً: ولكن هنالك أشياء تتطلب أن تقوم بها السلطات هي:
· مراعاة أزمة الموصلات، فأزمه الموصلات تؤدي إلى الازدحام وهذه مشكلة.
· التسوق: الناس محتاجون لتوفير التموين في حياتهم. هذا ينبغي أن يضبط.
· وهناك أصحاب اليوميات الذين تعتمد إعاشتهم على رزقهم اليومي، كستات شاي وغيرهن.
· العالقون بالخارج ممن سافروا ولم يستطيعوا العودة لبلادهم، وصاروا يشكلون مشكلة لأنفسهم ولغيرهم.
· النازحون، وهم عدد كبير جداً يبلغ أكثر من 2 مليون، هؤلاء يعيشون بصورة مكدسة فلا يمكن أن يترك أمرهم بصورة تلقائية لا بد من معالجة أمر النازحين. واللاجئون كذلك.
· القادمون من الخارج خصوصاً من المناطق الموبوءة وضرورة حجزهم حتى الاطمئنان على صحتهم.
· المناسبات: فالسودانيون أكثر الناس حميمية اجتماعية، ولا بد من ضبط هذه المسألة بصورة متفق عليها.
· الأطباء، بل الكادر الطبي كله من أطباء وممرضين وغيرهم: هؤلاء لا بد من ضمان الحماية والملابس اللازمة لحمايتهم.
· دور العبادة: المساجد والكنائس، وضرورة ضبط ما يحدث فيها.
· الداخليات والمعاهد والمدارس والخلاوي لابد من إجراءات محددة إزاء هذا الشباب لمواجهة هذه الظروف الاستثنائية.
ثالثاً: هذه الاستحقاقات مكلفة، ولا تستطيع الميزانية العادية أن تقوم بها. ربما تحتاج هذه المسألة ما يزيد عن مليار دولار كيف يمكن الحصول عليها مع ظروف السودان الحالية؟ لا بد من إنشاء صندوق استثنائي لمواجهة هذه الظروف. يغذيه:
– رجال الأعمال السودانيون الذين ينبغي أن تستنهض همتهم، ولديهم مدخرات كثيرة جداً ينبغي أن يقرروا نسبة من هذه المدخرات صدقة تسمى صدقة كورونا لكي يساهموا بها، هذه مهمة ولكنها قرار اختياري.
– الذين سميتهم سودانيون بلا حدود في المهاجر، لديهم مدخرات كبيرة جداً، وهم يعيشون بصورة أعلى من المستوى العادي للسودانيين، أيضاً ينبغي أن يقرروا على الأقل أن يدفع كل واحد وواحدة منهم 100 دولار لتغذية هذا الصندوق: صدقة كورونا.
– المؤسسات الدولية: هناك دول واعية تفكر بطريقة إنسانية تخاطب، ولكن هناك منظمات غير حكومية من المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية، إلخ. هؤلاء جميعا يجب أن يخاطبوا ليس بخطاب عام بل محدد: ماذا نريد؟ وماذا نريد لتمويل برامج محددة، لأن كثير من دول ومنظمات دولية تخشى من الفساد، لذلك لا بد أن يكون الموضوع منضبطاً.
رابعاً: لا بد من تنظيم تعبئة شعبية تشمل القوى السياسية، والقوى المدنية، منظمات المجتمع المدني، شباب المقاومة.. إلخ. وقد وجهتُ الدعوة لممثلين لهؤلاء جميعاً لنكون غداً إن شاء الله يوم الخميس ورقة مشتركة نوقع عليها جميعاً: ورقة تعبويه. وأرجو أن يوافقوا أيضاً بعد الاتفاق على الورقة التعبوية على تكوين لجنة عليا قومية لتكون بمثابة حالة طوارئ مستمرة تواجه الإرشاد والتوجيه.
خامساً: مسئولية الإعلام أمر مهم جداً: الإعلام بكل قنواته الفضائية، الصحف، وكالات الأنباء، وكذلك الوسائط الاجتماعية، هؤلاء جميعاً ينبغي أن يتفقوا على خطة إعلامية فيها التنوير والوعظ والإرشاد والتعليم لأن عدد كبير جداً من الناس الآن قاعد في البيوت، لا بد أن يستفاد من وضعهم هذا بصورة تعليمية. كذلك الترفيه لأن الملل من أهم الأشياء التي قد تصيب الناس في مساكنهم إذا حجزوا أنفسهم لساعات طويلة، ومهم جداً أن نقطع الملل بأية طريقة، وأجهزة الإعلام يمكن تنشط نشاطاً كبيراً في الترفيه، لأن الترفيه ضرورة من ضروريات الحياة.
سادساً: لا بد من القيام بحملات تنظيف المدن، المدن السودانية الآن “كوشة” وهذا عيب: النظافة من الإيمان. ينبغي أن نستنهض همة بعضنا بعضاً لا سيما شباب المقاومة بنات وبنين، أن يستنهضوا همتهم لتنظيف المدن بصورة أساسية في كل مدن السودان. هذا أيضاً في رأيي مهم جداً للغاية.
النقطة الأخيرة والسابعة: شعبنا هذا أصلاً شعب مستعد دائماً لمواجهة التحديات لأنه متعود على الهمة العالية، على النفير، “إيد على ايد تجدع بعيد”. كل هذه العبارات تدل على هذه المعاني وطبعاً: على قدر أهل العزم تأتي العزائم. وهمة ابن آدم دائماً هي السر في نجاحه بعد عناية الله سبحانه وتعالى، ولذلك أرجو أن تحدث هذه الأشياء، وقد قمت بتوجيه عام لكل مساجدنا لأن هنالك من الصالحين من نرجو ان ننتفع بدعائهم، وربنا سبحانه وتعالى يقول: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)[1]. وإن شاء الله يحدث هذا.
المهم يجب أن يكون في تصرفنا نحن أهل السودان أنموذج ناجح وموفق، ينتفع به شعبنا وبقية أنحاء العالم إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله.
[1] سورة غافر الآية 60