تعود الشعب السوداني العظيم علي تنفيذ قناعاته الشخصية والالتزام بالمبادئ الراسخة في العقل الجمعي للمجتمع… ومن اشهر تلك القناعات المثل الشعبي الشهير (البجيك مشمر لاقيه عريان)…
ولمن يحتاجون شرحاً لعاميتنا البسيطة نقول: إن معني المثل هو أن الشخص الذي يندفع تجاهك مشمراً ثيابه ليهاجمك يفرض عليك أن تكون أكثر قوة في التصدي لهجومه حتي وإن توجب عليك ان تنزع كل ما يعيق حركتك بما في ذلك ثيابك كلها لتقابله عريانا تماما (ملط)…
وعلي الرغم من اننا تعودنا الخروج لمواجهة الأزمات المتلاحقة، مثل: انعدام الخبز والغاز والوقود والنقود بالتمترس في صفوف ..بل والخروج في ثورة عظيمة لمواجهة الفساد …
إلا أن المواجهة الآن قد تغيرت تماماً والمصاعب والمخاطر قد استحدثت نظماً متطورة جداً …فلم يعد مجدياً تنفيذ مثلنا القديم (البجييك مشمر لاقيهو عريان) …
كورونا … مهاجم لا يمكن مواجهته بطرقنا التقليدية، فالخروج لمواجهته يعني انك تمنحه فرصة ليتسلل معك الي داخل بيتك ليتمكن من قتلك أنت وأسرتك واحداً تلو الآخر ومن ثم منحه فرصا جديدة لينتشر عبر بيوت الحي ومنازل سكان مدينتك أو قريتك ليتسلل إليهم الموت الزؤام…
كورونا فيرس يعيد ترتيب حياتنا…ويعيد تصحيح معتقداتنا… يقول لنا صراحة: “إن الامر ليس بيد الدول العظمي مالكة القوة والثروات والاموال المكدسة… والأمر ليس بيد من يدعون أنهم بعلمهم وتقاناتهم وأجهزتهم التكنولوحية يسيطرون علي كل شيء.
الأمر الآن بات واضحاً وهو أن لهذا الكون إله قوي هو وحده القادر ولا قادر سواه..ن عم الله هو خالق الكون والمالك الاوحد لكل اسراره …هو من بيده كل شيئ وهو المتحكم الاوحد .
إذن المواجهة الآن تتسلل إلي بيوتنا وقلوبنا وعقولنا….فكورونا فيرس خطير جداً، ولكن نستطيع مواجهته داخل بيوتنا بتفيذ الحجر والامتناع عن الخروج والالتزام الصارم بالتعقيم والابتعاد عن الملوثات، وقبل ذلك مواجهتة داخل قلوبنا وعقولنا بالإيمان الراسخ بأن إرادة الله وحكمه اقوي منه ..وان الرجوع الي الله والتحصن بالدعاء والتوسل اليه بأحب أسمائه وبالصلاة علي رسوله والتصدق علي الفقراء والمحتاجين هي أمضي الأسلحة لهزيمة كورونا وكل جائحة خطيرة تهدد حياة الناس…
وهناك ثمة سؤال….ينتظر المسئولين بالدولة وهو كيف يستخدم الفقراء واصحاب الدخل اليومي المحدود الحجر والامتناع عن الخروج من بيوتهم والالتزام بحظر التجول…ليواجهوا خطرا اعظم وهو الموت جوعا بسبب انعدام مقومات حياتهم اليومية…؟؟؟