أكثر المتفائلين لم يكن يتخيل أن حملة ( قومة السودان) يمكن أن تحقق هذا التلاحم الكبير بين المواطن ووطنه، وأن هذه الحملة بعثت مرة أخرى روح الثورة ليس في أفئدة الثوار فقط فهي أصلا لم تنطفىء جذوتها رغم عثرات الوطن ولكنها بعثتها في قلوب الجميع، إلا من أبى واستكبر وناشد ألا يتبرعوا لهذه الحكومة المارقة على حد وصفهم !!!
وطفقت صحافتهم وأزلامهم وشيوخهم ينعتون الحملة بأقسى العبارات السوقية والرخيصة، وكعادتهم وبمنتهى الغباء الذي لا يحسدون عليه سلموا لهذا الشعب صكاً مختوماً يثبت أنهم كارهون لهذا الوطن وشعبه، وأن حديثهم عن حب الوطن ودولة التوجه الحضاري كما يزعمون ينتهي بمجرد انتهاء وقطع الحبل السري الذي كان يربط بينهم وبين مصالحهم الشخصية، وملء جيبوبهم وكروشهم بالمال الحرام من حر مال هذا الشعب الغلبان .
هم كانوا يظنون أن ساعة الصفر قد دنت وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من ذلك ، وفجأة خرج لهم المارد مرة أخرى عبر هذه الحملة العبقرية المعنى أكثر من عبقرية المردود المالي، فهالهم ما رأوه بأم أعينهم من تجاوب منقطع النظير بين الشعب وثورته، فصعقوا وفقدوا المنطق وتبعثرت أوراقهم.
فخرج صحفي قميء منهم يصف حمدوك بالشحات .. وخرج شيخ منهم لا يحترم عمره ولا لحيته، ويصف الحكومة بالسفه
وخرج صبيتهم في الأسافير يدبجون كشفاً بأسماء المتبرعين بملايين الدولارات، ويقحمون وسط رجال الأعمال بعض الشخصيات مثل خالد سلك والوزير مفرح بأنهم تبرعوا بملايين الدولارات، والمعنى واضح ولا يحتاج إلى شرح أو تحليل لخطوتهم المقبلة بعد ان يبتلع العامة هذا الطعم الخبيث الذي نشره بعض صبيتهم في الأسافير .
إذن هذه الحملة أصابتهم في مقتل، وحرقتهم بشكل لم نكن نتخيله.. وهذه الحملة استفتاء جماهيري تؤكد قوة التلاحم الشعبي مع حكومة الفترة الانتقالية، رغم العثرات الكبيرة، التي لا ينكرها إلا مكابر .
نعم الشعب يعاني في معاشه اليومي أكثر مما عاناه في ايام حكمهم البغيض، ولكنه ورغم ذلك يستشرف المستقبل، والشعب واثق تمام الثقة أن القادم هو الأفضل .
أتمنى من المشرفين على حملة ( القومة للسودان) أن يبتكروا خطوات أكثر تنظيماً لهذه الحملة، وأرى أن التنظيم يمكن ان يكون كما يأتي :-
1) تحديد فترة زمنية محددة للحملة.
2) إظهار الرقم الكلي للمتبرعين في لوحات اليكترونية ضخمة تثبت في ميادين عامة تجدد تلقائياً في كل ثانية وكذلك في التلفزيون القومي يظهر مربع في الشاشة يعطيك عدد المتبرعين، واجمالي المبلغ في كل ثانية وكل دقيقة .
3) لوحة شرف ضخمة تبين المتبرعين بمبالغ كبيرة من رجال المال والأعمال .
4) الإسراع بإيجاد الحلول البنكية الممكنة للمتبرعين من دول المهجر.
السودان يمتلئ بالشباب الذين في إمكانهم تنفيذ هذه اللوحات الاليكترونية الضخمة ..أعطوهم الفرصة، وسيبدعون أيما إبداع .. هؤلاء هم شباب الثورة وقلبها النابض.
وفق الله الجميع ..والقومة ليك يا وطني.