في نشيج اللحن أبكيك، فما يؤذيـك منّي
سمّني إن شئت نوّاحاً وإن شـئت مغنّي
فالبلايا في بلادي، شـطرت بيني وبيني
خدعونا بخسيس السّم في دسم البشاشة
قايضوا تركة تهراقا وأحلام العطــاشى
لم يكن أطفال “جدّي” ضد ميثاق نيفاشـا
لا تثوروا أيّها الأحـرار، فالمـوتُ زؤام
لا تقـولوا رفضكم للسّد فالرفض حـرام
أو تقـولوا أن حب الأرض فرض والتزام
فإذا جاءوا لــدفن الإرث في بركة ماء
مثلما أرقين عامت في بســاتين الرّخاء
باركوا الأمر، فهذا الغمر من أمر السماء
نحن عشاقك يا نهر وفي حوضك غـرقى
قـدر هذا، أم الأرض لمن يحتال مـرقى
فلمــاذا يصمت السّمار والتربال أرغى
الضحايا يرجمون الصمت والغدر المكابر
أو راح الابن في لمــحة عين، للمقابر
كيف بـالله، ولم يعرف، من كان يحاور !!
خلطـوا أوراقنا عمداً، وراحـوا يخدعونا
نحن لم نطلب شيئاً قـط، بل قلنا، دعـونا
كلّما عنّ غـراب الوهم شـرقا مـزّعونا
أغرّقوا مركبَ لقمانَ وقُرْصُ الشمسِ غُرّة
واستبـاح اليـمُّ بوهـينَ وآثـار المَـقرّة
ثم جـاءوا للدفوفة، إنـها سادس مــرة
مثلـما فعل القـدامى، هدمـوا كل التراث
فبكيـنا في حـلايب، وانتحبنا فـي “فرص”
وقبلنـاهم ضيوفـاً، فرمـونا بـالرصاص
فوق أجـداث الأهالي، شيّدوا هذي السدود
إن يكن للمــدّ غـايـات فللصبر حـدود
إنّ من يحمله النهر اقتداراً، لا يــــعود
مال خصر النيل في البركل، نبـلاً وجسارة
وتنــاهى المجد في مروي بآيات البشارة
إنــها إرث بلادي، إنـها أصل الحضارة
نحن بــاقون برغم القهر كجبــاراً ودالا
نحن بــاقون برغـم المحو والتذويب خالا
إنمــا جئنا لنبقى، سـورّاتـوراً وجبالا
أيها التّجار مهـلاً، حـاولوا أن تفهمونا
نحن ملح الأرض كنـداكا، وترهـاقا أبونا
إرثنا فيها، وفيها موتــنا، لـو أجبرونا