ترددت قبل أن أدلي بدلوي في المعركة الجانبية بين رفيقي دربي في الصحافة فيصل محمد صالح وضياءالدين بلال؛ لأن شهادتي قد تكون مجروحة عند البعض، لكنني لا أستطيع الجلوس في مقاعد المتفرجين في هذه المرحلة المصيرية للسودان.
هذه ليست المرة الأولى التي أدافع فيها عن فيصل محمد صالح رغم أنه كان ضمن مجموعة من الصحافيين الشباب الذين صنفوني ضمن من صنفوا من الصحافيين بأنني من سدنة مايو فيما وضعوا أنفسهم من صحفيي الانتفاضة في مواجهتنا.
لكن الهجوم على رموز وقادة الحكومة الانتقالية عبر بعض الصحف والأقلام المعادية لثورة ديسمبر الشعبية وتطلعات المواطنين المشروعة في السلام والديمقراطية والعدالة والحياة الحرة الكريمة للمواطنين، وأصبحت تتفنن في الكيد لهم متهمة إياهم بأنهم السبب في تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية رغم علمهم بأنها من مخلفات نظام الإنقاذ دفعتني كي أدلي بدلوي.
لا أنكر ضعف أداء الحكومة الانتقالية وبطء تطبيق السياسات والبرامج التي أقرتها قوى الحرية والتغيير واعتمدتها الحكومة نفسها، خاصة فيما يتعلق بتحقيق السلام وبسط العدالة ورفع المظالم ومحاربة الفساد والمفسدين ومحاكمة الذين أجرموا في حق الشعب والتصدي للذين أسهموا في تضليله طوال سنوات حكم الإنقاذ.
أتوقف هنا عند النقطة الأخيرة من الفقرة السابقة المتعلقة باستمرار الصحف والأقلام التي كانت تطبل لنظام الإنقاذ ورموزه وتستغل شعار السلمية لبث سمومها المعادية للديمقراطية والسلام والعدالة وكرامة الإنسان السوداني.
أقدر شعار السلمية التي استظل بسماحتها الذين لم يراعوا حقها عندما كان القلم بيدهم، وسلطة الإنقاذ تبطش وتظلم وتقتل .. فليس من العدل أن يستمر هؤلاء في تعديهم الظالم على رموز وقادة حكومة الحرية والتغيير وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
يعلم الجميع أنني الآن لاناقة لي ولاجمل في السودان ولا في أستراليا، وأكتب بحمد الله وفضله وتوفيقه دون أن انتظر جزاءً ولا شكوراً. ربنا يحفظ السودان وأهله ويكمل فرحته، ويجعل كيد المتآمرين في نحرهم.